الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }

قوله: { فَالِقُ (ٱلإِصْبَاحِ) وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً } الآية.

قرأ الحسن: (فالِقُ الأَصباح) بفتح الهمزة، " و " جعله جمع صبح.

وقرأ النخعي { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } بالنصب في (الإصباح) وكسر الهمزة، يقدر حذف التنوين لالتقاء الساكنين، كأنه " قال " فالق الإصباح، فالإصباح: مفعول به، لكن حذف التنوين لسكونه وسكون اللام.

ومعنى { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ }: مضيء الصبح عن سواد الليل.

{ وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً } أي: يَسْكُن فيه كل مُتحرك، ويستقر فيه كل متصرف.

قوله { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً } أي: وجعل الشمس والقمر يجريان في أفلاكهما بحساب. قال ابن عباس: يعني عدد الأيام والشهور والسنين.

وقال قتادة: { حُسْبَاناً }: ضياء.

والحسبان - بضم الحاء - " و " الحِساب بكسر الحاء: جمع حسبانة، وهي الوسادة الصغيرة.

قال الأخفش: " حُسبان " جمع " حساب ": كشهبان وشهاب. وقال يعقوب: حسبان: مصدر " حَسِبْت الشيء حُسباناً " ، والحساب: الاسم.

{ ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ } أي: هذا الفعل الذي فعله الله: تقدير عزيز عليم، أي: عزيز في سلطانه، وعليم بمصالح خلقه.