الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله: { وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم } الآية.

المعنى: قال لهم يا محمد: إن الله أعلم بالظالمين، وإن الله عنده مفاتح الغيب، وإن الله هو الذي يتوفاكم، (أي): يقبض أرواحكم من أجسادكم بالليل، { وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِٱلنَّهَارِ }: أي: ما اكتسبتم من الأعمال بالنهار.

وأصل الاجتراح: عمل الرجل بجارحة من جوارحه: يَدِه أو رِجليه، فكثر ذلك حتى قيل لكل مكتسب (شيئاً بأيّ أعْضاء جسمِه كان: " (مجترح) " ، ولكل مكتسب) عملاً: " جارح ".

ومعنى: التوفَّي: استيفاء العدد

وقوله: { ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ } أي يوقظكم من منامكم في النهار.

الهاء في (فيه) تعود على " النهار " ، لأن الإنسان يتمادى به النوم حتى يصير في النهار فينتبه، فلذلك بَعثُهُ. وقال ابن جبير: (يَبعثُكم فيه): في المنام.

{ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى }: أي: ليقضي الله الأجل (الذي سماه لحياتكم، ثم يأتي الموت الذي مرجعكم منه إلى الله)، فينبئكم بما كنتم تعملون في الدنيا.

و { أَجَلٌ مُّسَمًّى }: الموت. { ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } بعد الموت.