قوله: { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } الآية. المعنى: فلما تركوا العمل بما أُمروا به على ألسن الرسل. وقوله: { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } أي: استدرجناهم بالنعم التي كنا متعناهم إياها. روي عن النبي عليه السلام أنه قال: " إذا رأيتَ الله يُعطي العبدَ مَا يُحِبّ وهو مقيمٌ على معاصيه، فإنّما ذلك استدراج " ثم نوع بهذه الآية { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } (إلى قوله { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }. ومعنى: { أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } أي: كل شيء) كان قد أَغلق عنهم من الخير، جَعل مكان الضراء الصحة والسلامة، ومكان البأساء الرخاء والسعة، حتى إذا فرحوا بما فتح عليهم من النعيم والصحة اللذين كانا قد أَغْلَقَ عنهم، { أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } أي: أخذناهم بالعذاب فجأة وهم لا يعلمون. قال ابن جريج: أخذوا أعجب ما كانت الدنيا إليهم. { فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ } قال السدي: معناه، هالكون قد انقطعت حجتهم، نادمون على ما سلف منهم. وقال بعض (أهل) اللغة: معنى { فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ }: ظنوا أنهم إنّما أوتوا / ذلك استحقاقاً، قال: والمبلس: الشديد الحسرة الحزين. قال ابن زيد: الإبلاس أشد من الاستكانة. وروي عن النبي عليه السلام (أنه) قال: " إذا رأيتَ اللهَ يُعطي عبدهَ في دُنياهُ، فإنّما هو اسْتِدراجٌ " ، يعطي: يوسع عليه دنياهُ وهو لا يقلع عن المعاصي، يدل على ذلك الحديث الذي بعده، " ثم تلا هذه الآية { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ } الآية. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا رأيتَ اللهَ يعطي العِبادَ ما يشاءون على معاصيهم إياه، فإنما ذلك استدراج منه لهم " ، ثم تلا الآية. وقيل: الإبلاس: انقطاع الحجة والسكون. وقيل: هو الندم والحزن على الشيء يفوت. وقيل: هو الخشوع. وقال القتبي: " (مبلسون): يائسون ".