الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قوله: { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } الآية.

قوله: { دِيناً } نصب عند الأخفش (بـ (هدَاني). وقيل: المعنى: أنه نصب بـ " عَرَّفَني ديناً ". كما تقول: " (هو يَدَعُهُ) ترْكا ".

وقيل: هو بدل من (صراطٍ) على الموضع. وقيل: هو منصوب على المصدر، والمعنى: فَدِنْتُ ديناً. وقيل: المعنى: هداني فَاهْتَدَيتُ ديناً، ودل (هداني) على " اهْتَدَيْتُ ".

و { مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } مثله في التقدير. وقيل: هو بدل من " دين ". وشاهد من قرأ (قيّما) - بالتشديد - قوله:ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } [التوبة: 36، يوسف: 40، الروم: 30]، ودِينُ ٱلقَيِّمَةِ } [البينة: 5]، وكُتُبٌ قَيِّمَةٌ } [البينة: 3]، فأجمعوا على تشديد ذلك.

ومن قرأ (قِيَماً) بالتخفيف، جعله مصدراً مثل: الصِّغَر والكِبَر. و { حَنِيفاً } حال من { إِبْرَاهِيمَ }: هو نصب بإضمار " أعني ".

ومعنى الآية: { قُلْ } يا محمد لهؤلاء العادلين: { إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ } ، أي: أرْشَدَني ودَلّني على الصراط المستقيم، أي: الطريق القويم، وذلك الحنيفية.