قوله: { أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ } الآية.
والمعنى: ولئلا تقولوا: { لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } ، (أي) من هاتين الطائفتين: اليهود والنصارى، ثم قال لهم: { فَقَدْ جَآءَكُمْ } - أيها المشركون - { بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } أي: كتاب بلسانكم تعرفون ما يتلى عليكم فيه، فهو لا يغيب عنكم كما غاب ((عنكم)) ما أنزل على الطائفتين ((من)) قبلكم، إذ هو بغير لسانكم، فهو حجة عليكم { وَهُدًى } أي: بيان للحق، { وَرَحْمَةٌ }: أي: لمن عمل به.
وقوله: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } أي: من أشد ظلماً منكم إذ كذبتم بآيات الله وصدفتم عنها، أي: أعرضتم فلم تؤمنوا بها. { سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ } أي: سنثيب الذين يعرضون عن { آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي:
شديده، { بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } أي: يعرضون عن آيات الله في الدنيا.