الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }

قوله: { أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ } الآية.

والمعنى: ولئلا تقولوا: { لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ } ، (أي) من هاتين الطائفتين: اليهود والنصارى، ثم قال لهم: { فَقَدْ جَآءَكُمْ } - أيها المشركون - { بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } أي: كتاب بلسانكم تعرفون ما يتلى عليكم فيه، فهو لا يغيب عنكم كما غاب ((عنكم)) ما أنزل على الطائفتين ((من)) قبلكم، إذ هو بغير لسانكم، فهو حجة عليكم { وَهُدًى } أي: بيان للحق، { وَرَحْمَةٌ }: أي: لمن عمل به.

وقوله: { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا } أي: من أشد ظلماً منكم إذ كذبتم بآيات الله وصدفتم عنها، أي: أعرضتم فلم تؤمنوا بها. { سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ } أي: سنثيب الذين يعرضون عن { آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أي:

شديده، { بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ } أي: يعرضون عن آيات الله في الدنيا.