قوله: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } الآية. (ألا تشركوا): (أن) في موضع نصب على البدل من (ما). وقيل: هي في موضع نصب على معنى: " كراهة ألا تشركوا " ، ويكون - على ذلك - المتلو عليهم غير الإشراك. ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى: " هو (أَنْ لاَ) تشركوا " فيكون متلواً كالقول الأول، و { تُشْرِكُواْ } في موضع جزم على أَنْ (لا) للنهي، وهو اختيار الفراء، قال: لأن بعده: " ولا تفعلوا كذا ". وإن شئت جعلت { أَلاَّ تُشْرِكُواْ } خبراً في موضع نصب، كما تقول: " أمرتك ألا تذهب إلى زيد " ، و " ألا تذهب " بالجزم والنصب. ولك أن تجعل { أَلاَّ تُشْرِكُواْ } نصباً، وما عطفته عليه جزماً على النهي. قوله: { مَا ظَهَرَ }: { مَا } في موضع نصب بدل من { ٱلْفَوَاحِشَ }. قوله: { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ }: " ذلك " في موضع رفع على معنى: الأَمْرُ ذلكم. ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى: بَيَّنَ ذلكم. ومعنى الآية: { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المحرمين ما لم يحرمه الله عليهم: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } حقاً يقيناً (ووحياً) أوحي إلي، (وتنزيلاً) أنزله علي: { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } أي: وأوصى بالوالدين إحساناً، { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ } أي: خشية الفقر، فإنَّ الله هو رازقكم وإيَّاهم، وعنى بالأولاد هنا: الموؤدة التي زين قتلها للمشركين شركاؤهم، والإملاق: (مصدر " أملق) الرجل من (الزاد) " إذا فني زاده وافتقر، { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } أي: الظاهر منها والباطن. والظاهر: هو ما كان من الزنى الظاهر، والباطن: هو ما كان منه في خفاء، قاله السدِّي وغيره. وقيل: هو كل منهي عنه وكل محرم (و) لا يأتونه ظاهراً ولا باطناً. وقيل: إنَّهم كانوا يستقبحون الزنى (الظاهر) ولا يرون بأساً بالبالطن، فنهوا عن الظاهر والباطن، قاله الضَحَّاك. وقيل: الظاهر: الجمع بين الأختين وتزويج الرجل امرأة أبيه بعده، والباطن: الزنى: قاله ابن عباس. وقال ابن جبير: { مَا ظَهَرَ }: نكاح الأمهات، { وَمَا بَطَنَ }: الزنى. قوله: { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي: بنفس مؤمنةٍ أو مُعَاهَدَةٍ أو يزني وهو محصن، أو يرتد عن دينه الحق ولا يعود، { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } أي: هذا الذي وصاكم به وإيانا، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي تعقلون ما وصاكم به. { عَلَيْكُمْ } تمام إن جعلت (أَنْ) رفعاً.