قوله: { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا }. المعنى: وكما زينا للكافرين ما كانوا يعملون، كذلك جعلنا في كل قرية عظماء مجرميها، يعني أهل الكفر والمعصية { لِيَمْكُرُواْ فِيهَا } ، { وَمَا يَمْكُرُونَ } أي: ما يحيق مكرهم ذلك إلا بأنفسهم، لأن الله من وراء عقوبتهم على ما يمكرون. والأكابر: العظماء، جمع أكبر. وذكر ابن قتيبة أن في الكلام تقديماً وتأخيراً، والتقدير عنده: وكذلك " (جعلنا) في (كل) قرية مجرميها (أكابر) ". فَنَصَب (مُجْرمِيها بـ (جَعَلْنَا) و (أكَابِرَ) مفعول ثان لـ " جَعَلَ " ، كأن جعل عنده بمعنى " صَيَّرَ " ، يتعدى الى مفعولين. وحُكِيَ عن العرب " الأكابرة " بالهاء. وقوله تعالى: { لِيَمْكُرُواْ فِيهَا } هو مِثْل{ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً } [القصص: 8]، لما كان عاقبة أمرهم فيما تقدم من علمه تؤول إلى ذلك، صار كأنهم جُعِلُوا في كل قرية ليمكروا.