الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

قوله: { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } الآية.

المعنى: وكما صرفنا لكم الحجج والعلامات فيما تقدم مثل ذلك أفعل في كل ما جهلتموه ولم تعرفوه، ومعنى (نُصَرّف): نبيّن.

وقوله: { وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } أي: " ولئلا يقولوا درست ".

وقيل: المعنى: وليقولوا درست صرفناها، لأنهم لما آل أمرهم بَعدُ - (عند تصريف الآيات) - إلى أن يقولوا لمحمد: " درست ". صار كأنه إنما صرَّفها ليقولوا ذلك، مثلرَبَّنَا لِيُضِلُّواْ } [يونس: 88]، ولِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً (وَحَزَناً) } [القصص: 8] وشبهه، وأهل اللغة يسمون هذه اللام لام الصيرورة، لأن السبب الذي " صيرهم ليقولوا له ": " درست " ، هو تصريف { ٱلآيَاتِ }.

ومعنى (دَرَسْتَ): قَرأْتَ وتَعلَّمْتَ كتب الأولين.

ومن قرأ (دارَسْتَ) فمعناه: قارَأْتَ أهل الكتاب فتعلمت منهم وتعلموا منك.

ومن قرأ (دَرَسَتْ) / بإسكان التاء، فمعناه: تقادمت وَاّمَحتْ، أي: الذي تتلوه علينا قد مَرَّ بنا قديماً و (تطاولت) مدته.

وروى الحسن: (دَارَسَتْ) بألف وإسكان التاء. ولا يجيزها أبو حاتم، لأن الآيات لا تدارس. ومعنى الآية عند غيره: وليقولوا: دارستك أمتك.

{ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: صرفناها لنبين القرآن لقوم يعلمون. فالهاء (في) { وَلِنُبَيِّنَهُ } للقرآن، وقيل: للتصريف.