قوله: { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } الآية. المعنى: وكما صرفنا لكم الحجج والعلامات فيما تقدم مثل ذلك أفعل في كل ما جهلتموه ولم تعرفوه، ومعنى (نُصَرّف): نبيّن. وقوله: { وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ } أي: " ولئلا يقولوا درست ". وقيل: المعنى: وليقولوا درست صرفناها، لأنهم لما آل أمرهم بَعدُ - (عند تصريف الآيات) - إلى أن يقولوا لمحمد: " درست ". صار كأنه إنما صرَّفها ليقولوا ذلك، مثل{ رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ } [يونس: 88]، و{ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً (وَحَزَناً) } [القصص: 8] وشبهه، وأهل اللغة يسمون هذه اللام لام الصيرورة، لأن السبب الذي " صيرهم ليقولوا له ": " درست " ، هو تصريف { ٱلآيَاتِ }. ومعنى (دَرَسْتَ): قَرأْتَ وتَعلَّمْتَ كتب الأولين. ومن قرأ (دارَسْتَ) فمعناه: قارَأْتَ أهل الكتاب فتعلمت منهم وتعلموا منك. ومن قرأ (دَرَسَتْ) / بإسكان التاء، فمعناه: تقادمت وَاّمَحتْ، أي: الذي تتلوه علينا قد مَرَّ بنا قديماً و (تطاولت) مدته. وروى الحسن: (دَارَسَتْ) بألف وإسكان التاء. ولا يجيزها أبو حاتم، لأن الآيات لا تدارس. ومعنى الآية عند غيره: وليقولوا: دارستك أمتك. { وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: صرفناها لنبين القرآن لقوم يعلمون. فالهاء (في) { وَلِنُبَيِّنَهُ } للقرآن، وقيل: للتصريف.