الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } * { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } * { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } * { بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } * { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } * { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } * { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { وَحُورٌ عِينٌ } * { كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } * { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } * { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } * { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } * { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } * { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } * { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } * { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } * { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } * { لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } * { وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ } * { إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً } * { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } * { عُرُباً أَتْرَاباً } * { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } * { وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } * { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } * { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } * { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ }

قوله: { عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُّتَّكِئِينَ }. إلى قوله: { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } الآيات.

قوله: على سرر: أي: هم على سرر، والسرر جمع سرير.

ومعنى موضونة عند ابن عباس وغيره: مصفوقة.

قال أبو عبيدة / موضونة: منسوجة مدخل بعضها فوق بعض، والوضين: البطان من السيور: إذا نسج بعضه على بعض مضاعفاً كحلق الدرع، فهو فعيل في معنى مفعول.

وقال مجاهد: وعكرمة الموضونة: المرمولة بالذهب.

وقال قتادة: هي المشبكة بالذهب.

وعن عكرمة مشبكة بالدر والياقوت.

وقيل السرير الموضون هو الذي سطحه بمنزلة المنسوج، وذلك ألين من الخشب، ويقال وضنت الشيء بمعنى نسجته وضمنته.

ثم قال: { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } أي: وجه بعضهم حذاء بعض لا ينظر بعضهم إلى قفاء بعض، يعني به المؤمن وأزواجه.

وقيل يعني المؤمنين بعضهم مع بعض، فوصفهم الله عز وجل بحسن العشرة وتهذيب الأخلاق، كما قال تعالىإِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } [الحجر: 47].

ثم قال: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ } أي: يطوف عليهم بالأكواب غلمان باقون لا يموتون ولا يهرمون على سن واحد كأنهم ولدوا في وقت واحد.

والأكواب جمع كوب، وهو من الأباريق ما اتسع رأسه ولم يكن له خرطوم.

وقال ابن عباس الأكواب: الجرار من الفضة.

وقال مجاهد: الأباريق ما كان لها آذان، والأكواب ما ليس لها آذن.

وعنه الأكواب ما ليس له عرى ولا آذان وهو قول الفراء، وما كان له أذن وعرى فهو إبرايق.

وقال قتادة: الأكواب دون الأباريق وليس له عرى.

وقال الضحاك الأكواب جرار (ليس لها عرى).

وقال أبو صالح الأكواب التي ليست لها عرى، المستديرة أفواهها والأباريق التي لها خراطيم.

ثم قال: الكأس: { وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } الكأس: القدح الذي فيه الخمر، لا يقال لها كأس حتى تكون فيه، فإن كان فارغاً فهو زجاجة.

وقوله: { مِّن مَّعِينٍ } أي: من عيون جارية.

قال ابن عباس وكأس من معين: الخمر.

وقال قتادة: من معين: من خمر جارية ترى بالعين.

ثم قال: { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } أي: لا يصدع رؤوسهم شربها.

وقيل معناه (لا يتفرقون عنها عرقاً كخمر الدنيا).

ثم قال: { وَلاَ يُنزِفُونَ } أي: لا تنزف عقولهم، قاله مجاهد.

وقال قتادة: لا تغلب أحدا على عقله.

وقال أبو عبيدة لا يصدعون عنها: لا تصدع رؤوسهم، ولا ينزفون: لا يكسرون ومن قرأ بكسر الزاي فمعناه لا ينفذ شرابهم.

وقيل: لا ينزفون: لا تتغير ألوانهم لشربها، وهو زوال الدم من الوجه.

ثم قال: { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } أي: يطوف عليهم هؤلاء الولدان بفاكهة مما يتخيرون لأنفسهم من الجنة وتشتهيها قلوبهم.

{ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } قال بعض المفسرين: يخلق الله جل ذكره لهم لحما على ما يشتهون من (شواء وطبخ) من جنس الطير.

السابقالتالي
2 3 4 5