الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } * { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } * { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } * { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } * { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } * { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ }

قوله: { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } إلى قوله: { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } الآيات.

المعنى: إذا نزلت صيحة القيام، وذلك حين ينفخ في الصور لقيام الساعة.

والواقعة والآزفة والطاعة والحاقة والقارعة والصاخة، كلها من أسماء يوم القيامة.

قال الضحاك: الواقعة: الصيحة.

وقال الحسن: هي القيامة.

وقوله: { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ }.

أي ليس لقيام الساعة رجعة ولا مثنوية، قاله الحسن.

وقال سفيان: ليس لوقعتها أحد يكذب بها.

وقيل المعنى: ليس في الأخبار بأنها تكون كذب. وكذب وكاذبة مصدر كالعاقبة. ويجوز أن يكون نعتا كأنه قال: جماعة كاذبة.

ثم قال: { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ }.

قال عبد الله بن سراقة خفت أعداء الله إلى النار ورفعت أولياء الله إلى الجنة.

قال قتادة: تخللت كل سهل وجبل حتى أسمعت القريب والبعيد، ثم رفعت أقواما في كرامة الله جل ثناؤه، وخفضت أقواماً في عذاب الله سبحانه.

وقال عكرمة والضحاك خفضت فأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعه الأقصى فكان القريب والبعيد من الله سبحانه سواء. /

وقال ابن عباس أسمعت القريب والبعيد.

وقيل المعنى أنها تخفض أقواماً كانوا في الدنيا مرتفعين، وترفع أقواماً كانوا في الدنيا متضعين.

ثم قال: { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً }. إذا زلزلت الأرض فتحركت تحريكا قاله ابن عباس. وقتادة ومجاهد.

ثم قال: { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } أي: وفتت الجبال فتاً، قاله ابن عباس والشعبي وأبو صالح فصارت كالدقيق المبسوس وهو المبلول، كما قالوَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً } [المزمل: 14].

وقال قتادة: كما يبس الشجر تذروه الرياح يمينا وشمالا.

ثم قال: { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } أي: فكانت الجبال هباء، وهو الغبار الذي يكون في شعاع الشمس من الكوة كهيئة الغبار، قاله ابن عباس وعطاء ومجاهد.

وقال علي الهباء المنبت: رهج الدواب.

وعن ابن عباس الهباء: الذي يطير من النار / إذا اضطرمت، يطير منه الشرر فإذا وقع لم يكن شيئاً.

وقال قتادة: هباء منبثاً كيبيس الشجر تذروه الرياح يميناً وشمالا.

وقوله { مُّنبَثّاً } يعني به متفرقاً.

ثم قال: { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } أي: وكنتم أيها الناس أنواعاً ثلاثة. قال ابن عباس أزواجاً: أصنافاً ثلاثة.

وقال قتادة: هي منازل الناس يوم القيامة ثلاثة منازل.

ثم قال: { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } هذا أحد الأزواج الثلاثة.

والثاني قوله: { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } والثالث قوله: { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } فأتى الخبر عنهم مغنيا عن البيان عنهم لدلالة الكلام على معناه. وفي الكلام بما معنى التعجب، يعجب الله عز وجل نبيه عليه السلام، أي: ماذا لهم، وما أعد لهم من نعيم أو من عذاب.

ومعنى: أصحاب الميمنة: أي: الذين أخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة وهي علامة لمن نجا.

وكذلك أصحاب المشئمة، هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار.

السابقالتالي
2