قوله: { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } إلى قوله: { وَٱلرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } الآيات. الرحمن اسم من أسماء الله لا يشاركه فيه أحد، ومعناه: الكثير الرحمة بشرط المبالغة، والمعنى: الرحمان أيها الناس برحمته إياكم علمكم القرآن، فبصركم فيه الحلال والحرام. وقيل معناه علم محمدا القرآن، والإنسان " محمداً " [حتى أداه إلى جميع الناس والثاني سهل عليه جميع الناس صلى الله عليه وسلم]. وقيل لا حذف فيه، والمعنى (الرحمان أيها الناس) جعل القرآن علامة، وآية يعتبر بها. والأول أحسن لقوله { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ * عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ }. ثم قال: { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ * عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } يعني آدم صلى الله عليه وسلم. وقيل هو محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل الإنسان بمعنى الناس. " وعَلّمَهُ البيَان " أي: الحلال والحرام، وقاله قتادة. وقيل معناه: علمه الخير والشر، وما يأتي وما يدع. وقال ابن زيد: معناه علمه الكلام فجعله مميزاً. وقيل معناه علمه بيان ما به الحاجة إليه من أمر دينه ودنياه. وقيل (الخط: وهو مأثور). ثم قال { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } أي: يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها، قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما. وقال ابن زيد حسبانهما الدهر والزمان، لولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدرِ أحد كيف يحسب. وقال الضحاك معناه: يجريان بقدر. وقال مجاهد: معناه: أنهما يدوران في مثل قطب الرحا. والحسبان مصدر حسبت الشيء حِساباً وحُسْبَانا مثل الغفران والكفران. وقيل الحسبان جمع حساب كشهاب وشهبان. ثم قال: { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } النجم ما نجم من النبات وانبسط على غير ساق، مثل البقل وشبهه، هذا قول ابن عباس وابن جبير وغيرهما، والشجر ما قام على ساق. وقال مجاهد: النجم نجم السماء، وهو قول قتادة والحسن. وقوله / { يَسْجُدَانِ } يعني يسجد ظلهما، وهو اختيار الطبري كما قال:{ وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } [الرعد: 15] وهو قول ابن جبير وغيره. / وقال قتادة: لم يدع الله عز وجل شيئاً إلا عبده له. وقال مجاهد: يسجدان بكرة وعشياً، يريد أن سجوده: دوران ظله. وقال الحسن النجم نجم السماء، والشجر كله يسجد لله عز وجل. واصل السجود: الاستسلام والانقياد لله سبحانه. فهو من الموات كلها استسلامها لأمر الله [عز وجل] وانقيادها له سبحانه، ومن الحيوان كذلك. ثم قال { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ * وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ } أي: العدل، فهو خبر فيه معنى الأمر بالعدل ودل على ذلك قوله { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ } وقيل هو الميزان الذي يتناصف به الناس. ثم قال { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ } أي: وضع الميزان لئلا تبخسوا وتظلموا في الوزن. وقال قتادة: اعدل يا بن آدم كما تحب أن يعدل عليك، أَوْفِ كما تحب أن يُوَفّى لك فإن بالعدل صلاح الناس.