الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } * { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } * { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } * { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ }

قوله: { وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ } إلى قوله: { قَوْماً فَاسِقِينَ } الآيات.

أي: وفي موسى آية وعبرة أيضاً إذ أرسلناه إلى فرعون بمصر.

{ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: بحجة تبيّن لمن رآها حجة لموسى صلى الله عليه وسلم على صحة ما يدعو إليه، فهو معطوف على " وفي الأرض " (ومثله " وفي ثمود " كله معطوف بعضه على بعض مع الاعتراضات بين المعطوف والمعطوف عليه، وكذلك " وقوم نوح " على قراءة من خفضه هو معطوف أيضاً على " وفي الأرض " ).

ثم قال: { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } أي: فأدبر فرعون بجنوده وقومه عن الإيمان لما أتته الآيات البينات.

قال مجاهد: بركنه: بجنده وبأصحابه.

وقال قتادة: بركنه: بقوته.

وقال ابن زيد: بركنه: بجموعه التي معه.

وقرأ:لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود: 79] أي: لو أن لي قوة من الناس، أو آوي إلى ركن / أجاهدكم به.

قال الفراء بركنه: بنفسه.

وحقيقة بركنه في اللغة، بجانبه الذي يتقوى به.

ثم قال: { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أي: قال ذلك فرعون في موسى.

قال أبو عبيدة: إن " أو " بمعنى الواو و " أو " على بابها عند البصريين، ومعناها أنهم قالوا: هو ساحر يسحر عيون الناس أو هو مجنون به جنة.

ثم قال: { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ } أي: أخذنا فرعون وجنوده بالغضب فألقيناهم في البحر فغرقناهم. وقوله: { وَهُوَ مُلِيمٌ } معناه: وفرعون مليم؛ أي: أتى ما يلام عليه.

ثم قال: { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ } [أي: وفي عاد عبرة أيضاً وعناية لكم حين أرسلنا عليهم الريح] التي قد عقمت عن الخير، لا رحمة فيها ولا تلقح / نباتاً ولا تثير سحاباً.

وروى ابن أبي الدنيا أن الريح كانت تمر بالمرأة في هودجها فتحملها [وبالقوم من عاد فتحملهم وبالإبل والغنم فتحملها]، وتمر بالعادي الواحد بين القوم فتحمله من بينهم والناس ينظرون، (ولا) تحمل إلا عادياً.

قال ابن المسيب: هي الجنوب.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور ".

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هي النكباء.

وقال عبيد بن عمير: الريح العقيم تحت الأرض الرابعة، وإنما أرسل منها في بلاد عاد بقدر منخر الثور.

وقوله: { كَٱلرَّمِيمِ } معناه كالنبت إذا يبس ودرس، وأصل الرميم: العظم البالي المتقادم.

وقال ابن عباس: كالرميم: كالشيء الهالك، وقال مجاهد: وقال قتادة: كالرميم رميم الشجر.

ثم قال: { وَفِي ثَمُودَ } عبرة وعظة. { إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } إلى ثلاثة أيام.

{ فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } وقيل معناه: تمتعوا إلى وقت فناء آجالكم.

السابقالتالي
2