قوله { وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } الآية. هذا في الإعراب كقولك " من زيد أخذت درهمه " وهو حسن، ولو قلت: " درهمه من زيد ( " أخذت " ، و " ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى أخذنا " ، و " أخذت درهمه من زيد " )، و " (ألْيَنَهَا لبِست من الثياب) " ، لم يجز [لتقدم] المضمر على المظهر. ومعنى الآية: أن الله تعالى أعلمنا أنه أخذ أيضاً من النصارى ميثاقهم، فسلكوا مسلك اليهود، فبدلوا ونقضوا وتركوا حظهم الذي ذكّروا به من الإنجيل مثل اليهود. وقوله: { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ } أي: حرضنا وألقينا. وهي الأهواء المختلفة والتباغض والخصومات في الدين التي بين اليهود والنصارى. وقيل: بين النصارى بعضهم مع بعض، وبين اليهود بعضهم مع بعض. والهاء والميم في { بَيْنَهُمُ } تعود على اليهود والنصارى. وقيل: على النصارى، لأنهم قد افترقوا فرقاً منهم: النسطورية واليعقوبية و [الملكانية] وغير ذلك، فالعداوة بين بعضهم مع بعض.