الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً } * { وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً }

قوله: { وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ } الآية.

{ وَٱلَّذِينَ } في موضع جر عطف على الكافرين، ويجوز أن يعطف على { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } و { رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ } مفعول من أجله، ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال:

{ وَلاَ يُؤْمِنُونَ } حال كأنه: مرائين غير مؤمنين.

ويجوز أن يكون مؤمنون مرفوعاً على القطع أي: وهم لا يؤمنون.

ومعنى الآية: { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } { وَٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـآءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } { عَذَاباً مُّهِيناً } هذا من صفة المنافقين.

وقيل: هو صفة اليهود أيضاً، وهو بصفة المنافقين أليق وأحسن، لأنهم لا يؤمنون بالبعث، واليهود يؤمنون بالبعث، وقد وصفهم الله تعالى أنهم لا يؤمنون باليوم الآخر فهو إلى المنافقين أقرب.

قوله: { وَمَن يَكُنِ ٱلشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً } أي: خليلاً يعمل بطاعته، ويتبع أمره، ويترك أمر الله تعالى، فبئس الخليل خليله.

قوله: { وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ } المعنى: أي الشيئين على الذين يبخلون إذا أنفقوا رئاء الناس، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، لو آمنوا وصدقوا وأنفقوا مما رزقهم الله لوجه الله، ولم يبخلوا مما رزقهم الله { وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِم عَلِيماً } أي هو ذو علم بما يعملون لم يزل كذلك ولا يزال.