الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

قوله: { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ... } الآية.

المعنى: إنه خطاب لجميع الملل.

ومعنى: { بُرْهَانٌ } أي حجة. ومن أجل تذكير البرهان في اللفظ قال { قَدْ جَآءَكُمْ } ولم يقل قد جاءتكم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم هو حجة على جميع الخلق.

{ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } أي القرآن.

قوله: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي تمسكوا بالنور وهو القرآن فالهاء تعود على القرآن.

وقيل: معنى { وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي اقتنعوا بكتابه عن معاصيه.

{ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } أي: يوفقهم لإصابه فضله، ويهديهم لسلوك طريق من أنعم عليه من أهل طاعته.

وقال بعض الكوفيين في نصب الصراط: إنه على القطع من الهاء في إليه.

وقيل: معنى { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ } أي: إلى ثوابه.

والهاء في إليه تعود على الله جل ذكره.

وقيل: تعود على الفضل.

وقيل: على الرحمة والفضل لأنهما بمعنى الثواب والرحمة في قول مقاتل: الجنة.