قوله: { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ... } الآية. المعنى: إنه خطاب لجميع الملل. ومعنى: { بُرْهَانٌ } أي حجة. ومن أجل تذكير البرهان في اللفظ قال { قَدْ جَآءَكُمْ } ولم يقل قد جاءتكم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم هو حجة على جميع الخلق. { وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } أي القرآن. قوله: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي تمسكوا بالنور وهو القرآن فالهاء تعود على القرآن. وقيل: معنى { وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي اقتنعوا بكتابه عن معاصيه. { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } أي: يوفقهم لإصابه فضله، ويهديهم لسلوك طريق من أنعم عليه من أهل طاعته. وقال بعض الكوفيين في نصب الصراط: إنه على القطع من الهاء في إليه. وقيل: معنى { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ } أي: إلى ثوابه. والهاء في إليه تعود على الله جل ذكره. وقيل: تعود على الفضل. وقيل: على الرحمة والفضل لأنهما بمعنى الثواب والرحمة في قول مقاتل: الجنة.