الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }

قوله: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ... } الآية.

{ أَن } في موضع نصب، أي: من إن، أو: عن إن.

والمعنى: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ } و { لاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } أن يقروا بالعبودية لله والإذعان له.

و { ٱلْمُقَرَّبُونَ } هم من قرب منهم من الله في المنزلة لا قرب المسافة.

وقيل: هم من قرب منهم من السماء السابعة قاله الضحاك.

وفي هذا اللفظ دليل على فضل الملائكة على بني آدم.

ومعنى: { لَّن يَسْتَنكِفَ } لن يتعظم ويستكبر.

{ وَمَن يَسْتَنْكِفْ } أي يتعظم من عبادته ويستكبر عنها.

{ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً } أي يبعثهم، فأما المؤمنون وهم المقرون بالوحدانية { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } [بعد ذلك] تفضلاً منه. [وذلك أنه تعالى [وعد] المؤمنين للحسنة عشر أمثالها، ثم يزيدهم تفضلاً منه] ما شاء غير محدود.

وقيل: الزيادة إلى سبعمائة ضعف، وقيل إلى ألفين.

قوله: { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ } أي " تعظموا عن عبادته " { وَٱسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } أي مؤلماً.

{ وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } أي: يستنقذهم من عذاب الله.