الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

قوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } الآية.

معنى الآية أنها في اليهود والنصارى يكفرون بالله بكفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم. { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } أي: يزعمون أنهم افتروا على ربهم { وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } آمنت اليهود بموسى، وكفرت بعيسى، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وآمنت النصارى بعيسى وكفرت بموسى، وبمحمد صلى الله عليه وسلم، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } أي: مَنْ، هذه صفته كافر { وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } أي: طريقاً لا مع المؤمنين ولا مع غيرهم وقيل بين الإيمان والجحد طريقاً.

قوله: { وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } الآية.

المعنى: الذين صدقوا بوحدانية الله عز وجل، وأقروا برسله [صلوات الله عليهم] { وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } [أي لم يكذبوا ببعض وآمنوا ببعض { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } أي من هذه صفته سوف نؤتيهم أجورهم أي يعطيهم أجورهم] على تصديقهم للجميع { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } أي: يغفر لمن فعل ذلك من خلقه أي يستر ذنوبه، وكان { رَّحِيماً } بهم أي: لم يزل كذلك.