الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }

قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } الآية.

معنى الدرك الأسفل: القعر الأسفل

والنار أدراك سبعة، فهم في القعر السابع، نعوذ بالله منها.

والدَرْك والدَرَك لغتان بمعنى.

والفتح: الاختبار عند بعض العلماء لقولهم: أدراك كجمل وأجمال وجمعه في الكثير: الدروك.

ومن أسكن الراء جمعه في القليل على أدرك، والكثير الدروك، وقال عاصم: " لو كانت الدروك بالفتح لقيل السفلى " ذهب إلى أن الفتح إنما هو على أنه جمع دركة ودرك، كبقرة وبقر.

وطبقات النار سفل سفل، يقال لها أدراك.

ومنازل الجنة يقال لها درجات وهو علو علو.

وقوله: { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ } كتب بغير ياء على لفظ الوصل.

والوقف عند سائر القراء على ما في السواد.

ومذهب النحويين في هذا: الوقف على الياء.

ومعنى الآية: أن الله تعالى أعلمنا أن المنافقين في الطبق الأسفل من النار، وأنهم لا ناصر لهم ينقذهم منها.

والعرب تقول لكل ما تسافل درك، ولكل ما تعالى درج. وقال ابن مسعود: إن المنافقين في توابيت من حديد مغلقة عليهم في النار.

وقال أبو هريرة: { فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ } في توابيت ترتج عليهم.

وقال ابن عباس: في أسفل النار.

ثم استثنى تعالى التائبين فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } أي: رجعوا عن نفاقهم وشكهم إلى اليقين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وأصلحوا أعمالهم فعملوا بما أمرهم الله عز وجل { وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ } عز وجل أي: تمسكوا بما أمرهم الله به { وَأَخْلَصُواْ } طاعتهم له عز وجل، ولم يعملوا رياء الناس { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في الجنة { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }.

وقال الفراء: { مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: من المؤمنين.