الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } * { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } * { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى ذكره: { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً } - إلى آخر السورة.

أي: وحشر الذين كفروا بالله عز وجل إلى ناره يوم القيامة.

{ زُمَراً } ، أي جماعة جماعة. حتى إذا جاءوا جهنم فتحت أبوابها لهم ليدخلوها.

{ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ } ، أي خزنة جهنم.

{ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ } ، أي: بشر مثلكم.

{ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ } ، أي: كتب الله سبحانه.

{ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } ، أي: مصيركم إلى هذا اليوم (وما تلقون فيه.

{ قَالُواْ بَلَىٰ } ، أي: بلى قد جاءتنا الرسل وأنذرتنا لقاءنا هذا اليوم).

{ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } ، أي: وحقت كلمة الله أن عذابه لاحق بمن كفر به. بكتبه ورسله.

ثم قال تعالى { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } ، أي: قالت لهم الخزنة ادخلوا أبواب جهنم) السبعة على قدر منازلكم فيها ماكثين فيها لا تنقلون عنها إلى غيرها.

{ فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } ، أي: فبيس مسكن المتكبرين على الله سبحانه جهنم يوم القيامة.

ثم قال تعالى: { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً } ، أي: حشروا إلى دخول الجنة جماعة جماعة.

{ حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا } ، أي: جاؤا الجنة.

{ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }. قال الكوفيون: " فتحت " جواب " إذا " والواو زائدة.

وقال بعضهم: الجواب: قال لهم خزنتها، والواو في " وقال " زائدة.

وقال المبرد: الجواب محذوف، والتقدير: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها سَعِدُوا.

وقال الزجاج: تقدير الجواب المحذوف: " طبتم فادخلوها خالدين، دخولها.

ودلت الواو في " وفتحت " أن الجنة كانت مفتحة لهم الأبواب منها قبل أن يجيؤها.

(ودل حذف الواو في قصة أهل النار من " فتحت " أنها مغلقة قبل أن يجيؤها) ففتحت عند مجيئهم.

ثم قال تعالى: { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ } ، (أي: قال للذين اتقوا ربهم خزنة الجنة سلام عليكم)، أي: أمنة من الله لكم.

وقوله { طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } ، أي: طابت أعمالكم في الدنيا فطاب اليوم مثواكم.

وقال مجاهد: معناه: " كنتم طيبين (بطاعة) الله عز وجل ". فادخلوا أبواب الجنة خالدين، أي: ماكثين أبداً لا انتقال لكم عنها.

ويروى أن حشر المتقين في الآخرة يكون على نجائب من نجائب الجنة.

وحشر الكفار يكون بالدفع والعنف. قاله ابن زيد وغيره.

وقرأ ابن زيد في الكفار:يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } [الطور: 13]. وقرأ في المتقينيَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً } [مريم: 85]. ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قال في المتقين: يساقون إلى الجنة فيجدون عند بابها شجرة، في أصل ساقها عينان تجريان، فيعمدون إلى إحداهما فيغتسلون فيها، فتجري عليهم نضرة النعيم، فلن تشعث رؤوسهم بعدها أبداً، ولن تغير جلودهم بعدها أبداً كأنما دهنوا بالدهان.

السابقالتالي
2