الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } * { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى ٱلأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ } * { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَّا يَدَّعُونَ } * { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } * { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } * { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }

(قوله تعالى ذكره): { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } إلى / قوله: { بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }.

أي: يقول ذلك المشركون إذا نُفِخَ في الصُّورِ نفخة البعث.

قال أُبَيٌّ بن كعب: ناموا نومة قبل البعث. وكذلك قال قتادة.

قال مجاهد: يهجع الكفار قبل يوم القيامة هجعة يذوقون فيها النوم، فإذا قامت القيامة قالوا: { يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا }.

ثم قال: { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ }.

قال قتادة: قال لهم أهل الهدى: { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }.

وقال مجاهد: قال ذلك لهم المؤمنون (المرسلون).

وقال ابن زيد: هو من قول بعضهم لبعض، صدقوا الرسل لما عاينوا ما أخبروهم به من البعث بعد الموت.

وقال الفراء: هو من قول الملائكة لهم.

وهذا القول موافق لقول قتادة، لأن الملائكة أهل هدى. وكذلك يتأول قوله:إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ / وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ } [البينة: 7].

وكذلك الحديث: " المُؤْمِنُ عِنْدَ الله خَيْرٌ مِنْ كُلِّ مَا خَلَقَ " وهو قول القتبي.

والوقف على " مَرْقَدِنَا " إجماع إلا ما حكى أحمد بن جعفر أنه يوقف على " هذا " ، ثم يبتدئ: { مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ } ، أي: بعثكم ما وعد الرحمن.

وقرأ ابن عباس: " مِنْ بَعْثِنَا " بكسر الميم وخفض البعث.

فالوقف على { يٰوَيْلَنَا } جائز إلا على هذه القراءة لأن من متعلقة بما قبلها.

ثم قال (تعالى): { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } أي: قد حضروا للعرض على الله. وقد تقدم ذكر هذا.

ثم قال (تعالى): { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ } لا يُنْقَصُ من أجرها ولا يُحْمَل عليها وزر غيرها.

{ وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ولا تكافؤون إلا مكافأة أعمالكم في الدنيا.

ثم قال (تعالى): { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ }.

قال مجاهد: شغلهم افتضاض (الأبكار).

[وقال ابن مسعود: افتضاض العذارى].

وهو قول ابن المسيب.

وقال أبو قِلابة: بينما الرجل من أهل الجنة مع أهله إذ قيل له تحول إلى أهلك.

وقيل: " فِي شُغْلٍ " في نعمة.

وقيل: في شغل عما فيه أهل النار.

والشُّغْلُ والشُّغُلُ لغتان كالبُخْلُ والبُخُلُ.

وقرأ أبو جعفر: (فَكِهُونَ).

وهو عند الفراء مثل فاكهين في المعنى كَحَذِرٍ وحَاذِرٍ.

وقال أبو زيد: رجل فَكِهٌ إذا كان طيب النفس ضَحُوكاً.

وقال قتادة: " فكهون " معجبون.

قال ابن عباس: " فاكهون " فرحون.

وقال بعض أهل اللغة: الفاكه الكثير الفاكهة، وكذلك تَامِرٌ وَلاَحِمٌ وَشَاحِمٌ إذا كثر ذلك عنده.

وقرأ طلحة بن مُصَرِّف: " فَاكِهِينَ " بالنصب على الحال، وجعل في شغل الخبر.

ثم قال: { هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ } يعني أزواجهم من أهل الجنة.

السابقالتالي
2 3