الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ يسۤ } * { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } * { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } * { إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ }

قوله تعالى (ذكره): { يسۤ * وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } إلى قوله: { فَهُم مُّقْمَحُونَ }.

قال ابن أبي ليلى: لكل شيء قلب وقلب القرآن يس، من قرأها نهاراً كُفِي همه، ومن قرأها ليلاً كُفِي ذنبه.

وقال شهر بن حوشب: يقرأ أهل الجنة طه ويس فقط.

روي عن عقبة بن عامر أنه كان يحدث: (أن) النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ قَرَأَ يَس فَكَأنَّما قَرَأَ القُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ " من رواية ابن وهب.

قرأ عيسى بن عمر: " يَاسِينَ " بفتح النون، جعله مبنياً على الفتح، ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين، وأراد به الوصل واختار الفتح، كما قالوا: كيف وأين.

وأجاز سيبويه أن يكون مفعولاً به على معنى: اقرأ ياسين، أو: اذكر ياسين. لكنه لم ينصرف لأنه اسم للسورة، فهو اسم أعجمي عنده كهابيل.

وذكر الفراء: كسر النون لالتقاء الساكنين كما قالوا: جَيْرٍ لا أَفْعَل.

قال ابن عباس: " يس " قسم أقسم الله به وهو من أسمائه تعالى ذكره.

وعنه أيضاً: " يس " يا إنسان، يريد محمداً صلى الله عليه وسلم.

وروى عكرمة عنه: " يس ": يا إنسان، بالحبشية.

وقال مجاهد: " يس " مفتاح كلام افتتح الله جل ذكره به كلامه.

وقال قتادة: (كل هجاء) في القرآن فهو اسم من أسماء القرآن.

وقال الزجاج: جاء في التفسير " يس " معناه: يا إنسان، وجاء (يا) رجل، وجاء: يا محمد.

وقوله: { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } قسم، والحكيم: المحكم آياته.

{ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } جواب القسم، (أي) لمن المرسلين بوحي الله إلى عباده.

{ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي: على طريق لا اعوجاج فيه، وهو الإسلام، قاله قتادة.

وقيل: على طريق الأنبياء قبلك.

والوقف على { يسۤ } جائز إذا جعلته اسماً للسورة، أو تنبيهاً.

ولا يحسن الوقف على { ٱلْمُرْسَلِينَ } لأن ما بعده متعلق به.

و (قد) أجازه أبو حاتم. وهو غلط.

ثم قال (تعالى): { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } من رفعه جعله خبراً ثانياً لإنَّ. ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ، أي: هذا القرآن تنزيل المنيع بسلطانه وقدرته، الشديد في انتقامه ممن كفر به الرحيم بخلقه.

ومن نصب " تنزيل " فعلى المصدر، أي: نزله تنزيلاً.

ولا يحسن الوقف على " الرحيم " ، لأن اللام بعده متعلقة بما قبله، أي نزله تنزيلاً لتنذر.

ويجوز أن يتعلق بالمرسلين، أي: إنك لمن المرسلين لتنذر.

(والمعنى لتنذر) يا محمد قوماً لم يُنْذَر آباؤُهم من قبلهم، قاله قتادة فما جحد.

وقال عكرمة: قد أُنْذِرَ آباؤهم. فتكون " ما " والفعل مصدراً [أي إنذاراً مثل إنذار آبائهم. ويجوز أن تكون " ما " بمعنى الذي على هذا القول]، أي لتنذر قوماً الذي أُنْذِرَ آباؤهم، أي: الذي أُنْذِرُوا.

السابقالتالي
2