الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } * { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً } * { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً }

قوله تعالى (ذكره): { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ } إلى قوله: { وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً }.

أي: واذكرن نعمة الله عليكن إذ جعلكن في بيوت تتلى فيهما (آيات) الله والحكمة، أي: اشكرن الله على ذلك.

والحكمة هنا: ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أمر دينه مما لم ينزل به قرآن، وذلك السنة.

قال قتادة: الحكمة السنة امتَنَّ (الله) عليهن بذلك.

وقيل: معناه الحكمة من الآيات.

ثم قال: { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً } أي (ذا) لطف بكن إذ جعلكن في البيوت التي يتلى فيها القرآن والسنة.

{ خَبِيراً } بكن إذ اختاركن لرسوله أزواجاً.

ثم قال تعالى (ذكره) بعقب (ذِكِرُ) ما أَمَرَ به أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم.

{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } الآية، أي: (المتذللين) بالطاعة والمتذللات.

وأصل الإسلام / التذلل والانقياد والخضوع.

{ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } أي: المصدقين الله ورسوله والمصدقات.

وأصل الإيمان التصديق.

{ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ } أي: والمطيعين والمطيعات الله ورسوله، فيما أمروا به ونهوا عنه. وأصل القنوت الطاعة.

{ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ } أي صدقوه فيما عاهدوه عليه.

{ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ } أي: صبروا لله في البأساء والضراء على الثبات على دينه.

{ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ } أي خشعوا لله وجلاً من عقابه وتعظيماً له.

{ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ } أي: تصدقوا بما افترض الله عليهم في أموالهم.

{ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ } أي: صاموا شهر رمضان الذي افترضه الله عليهم.

{ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ } أي: حفظوها إلا عن الأزواج أو ما ملكت أيمانهم.

{ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ } أي: ذكروه بألسنتهم وقلوبهم.

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } أي: ستراً لذنوبهم وثواباً في الآخرة من أعمالهم وهو الجنة.

قال مجاهد: لا يكون ذاكراً لله حتى يذكره قائماً وجالساً ومضطجعاً.

وقال أبو سعيد الخدري: من أيقظ أهله وصَلَّياّ أربع ركعات كُتِباَ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.

قال قتادة: دخل نساء على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشيء، أما فينا من يذكر؟ فأنزل الله جل ذكره: { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ } الآية.

وقال مجاهد: قالت أم سلمة: يا رسول الله، يذكر الرجال ولا يذكر النساء؟

فنزلت الآية: " إن المسلمين " الآية.

ثم قال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } أي: أن يتخيروا من (أمرهم غير) الذي قضى الله ورسوله، ويخالفوا (ذلك) فيعصونهما، { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي: فيما أُمِرَ أو نُهِيَّ.

{ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً } أي: جار عن قصد السبيل، وسلك غير طريق الهدى.

ويروى أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله على فتاه زيد بن حارثة فامتنعت من إنكاحه (نفسها).

السابقالتالي
2 3