الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } * { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } * { ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ } * { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ }

قوله تعالى ذكره: { الۤـمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } إلى قوله: { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ }.

من رواية أبن وهب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ قَرَأَ آلم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ فَكَأَنَّمَا وَافَقَ لَيْلَةَ القَدْرِ ".

وعنه أنه قال: " آلم تنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَتَبَارَكَ يَفْضُلانِ عَلَى السُّوَرِ بِسِتِّينَ حَسَنَة ".

وقال جابر بن عبد الله: " مَا كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأ آلم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكِ " قد تقدم ذكر { الۤـمۤ }.

وقوله: { تَنزِيلُ } رُفِعَ بالابتداء، و { لاَ رَيْبَ فِيهِ } الخبر. ويجوز أن يكون خبر الابتداء محذوف، أي: هذا المتلو تنزيل الكتاب. ويجوز أن يكون [التقدير]: هذه الحروف تنزيل الكتاب، و { الۤـمۤ } بدل من الحروف دالة عليها فهي موضع الابتداء، و { تَنزِيلُ } الخبر. ويجوز: " تنزيل " بالنصب على المصدر. والمعنى: تنزيل الكتاب المنزل على محمد لا شك فيه أنه من رب العالمين، وليس بسحر ولا سجع ولا كهانة ولا كذب. وهذا تكذيب لمن قال ذلك في القرآن من المشركين.

ثم قال: { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ }.

قال أبو عبيدة: معناه: بل يقولون. وهو خروج من حديث إلى حديث.

وقال الزجاج: التقدير: أيقولون. والتقدير عند الطبري: أيقولون، يعني المشركين أيقولون اختلق محمد صلى الله عليه وسلم هذا القرآن من قبل نفسه، وأم عنده تقرير كالألف.

ثم أكذبهم الله في قولهم فقال: { بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أي: هو الصدق من عند ربك أنزله عليك، لتنذر قوماً بأس الله أن يحل بهم على كفرهم لم يأتهم نذير من قبلك.

{ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي: يهتدون إلى طريق النجاة من عذاب الله. أجاز بعض النحويين الوقف على { رَّبِّكَ } ، على أن تكون اللام متعلقة بفعل محذوف، والتقدير: وأنزله عليك لتندر. وأجاز أبو حاتم الوقف على { ٱفْتَرَاهُ }.

ثم قال تعالى ذكره: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } الآية.

أي: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له هو الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش في اليوم / السابع، قاله قتادة.

ثم قال [تعالى]: { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ }.

[أي]: يلي أمركم [فينصركم] منه إذا أراد بكم ضراً، { وَلاَ شَفِيعٍ } أي: يشفع لكم إن عاقبكم على كفركم، فاتخذوه أيها الناس ولياً واستعينوا بطاعته على أموركم.

{ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } أي: تتذكرون هذه الموعظة فتعلموا أنه لا معبود لكم غيره / فتفردوا له العبادة وتخلصوا له العمل.

(في) ستة أيام تمام عند نافع، وعلى العرش أتم منه.

ثم قال تعالى [ذكره]: { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ }.

السابقالتالي
2 3