الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ } * { خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى ذكره: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً } إلى قوله: { إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ }.

أي: وإذا يتلى على الذي يشتري لهو الحديث القرآن أدبر يستكبر عن سماع الحق، { كَأَنَّ فِيۤ أُذُنَيْهِ وَقْراً } أي صمماً وثقلاً فهو لا يستطيع أن يسمع ما يتلى عليه.

{ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } أي: مؤلم، يعني في يوم القيامة، وذلك عذاب النار.

ثم قال تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلنَّعِيمِ }.

أي: إن الذين صَدَّقُوا محمداً وما جاء به وعملوا الأعمال الصالحة، لهم بساتين النعيم ماكثين فيها إلى غير نهاية.

{ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } أي: وعدهم الله ذلك [وعداً] حقاً لا خلف فيه.

{ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } أي: الصنيع الشديد في انتقامه من أهل الشرك.

{ ٱلْحَكِيمُ } في تدبيره لخلقه.

ولا يحسن الوقف على: " خالدين فيها " عند سيبويه، لأن الجملة عاملة في: " وَعْدَ الله " إذ هو عنده مصدر مؤكد.

وأجازه أبو حاتم لأنه يضمر فعلاً ينصب به " وعداً الله " ، وتقديره: وعدهم الله بذلك وعداً حقاً.

ثم قال تعالى ذكره: { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }.

قال ابن عباس: عمدها قاف، وهو الجبل المحيط بالدنيا، وهو من زبرجدة خضراء. من زبرجد الجنة، وخضرة السماء منه، وخضرة البحار من السماء، والسماء مقبة على الجبل الذي اسمه قاف، ولكنكم لا ترونه.

وروي عنه أنه قال: لعلها بعمد لا ترونها. وقاله عكرمة.

فيكون ترونها على هذا القول في موضع خفض نعتاً للعمد، والتاء متعلقة بخلق.

وقال الحسن: لا عمد لها البتة. فيكون " ترونها " على هذا القول في موضع نصب على الحال من السماوات، والباء متعلقة بِتَرَوْنها.

ويجوز أن يكون " ترونها " مستأنفاً، أي أنتم ترونها / فتقف على: " بغير عمد " ولا تقف على القولين الأولين إلا على: " ترونها " ، فإذا كان الضمير في ترونها للعمد، فترونها نعت للعمد، وليس ثم عمد، والمعنى فلا عمد مرئية البتة ويحتمل على هذا الوجه، فلا عمد مرئية لكم، أي ثم عمد ولكن لا ترونها.

[فإذا جعلت الضمير في ترونها يعود على السماوات، كان ترونها] حالاً من السماوات.

والمعنى ترون السماوات بغير عمد تمسكها، فلا عمد ثم البتة، كالتأويل الأول.

ثم قال تعالى: { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي: أن تحرك بكم يميناً وشمالاً، أي: حمل على ظهر الأرض جبالاً ثوابت لئلا تميد بكم.

قال قتادة: لولا ذلك ما أقرت عليها خلقاً.

{ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } أي فرق في الأرض من كل أنواع الدواب، ثم قال تعالى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } أي مطراً.

{ فَأَنْبَتْنَا فِيهَا } أي في الأرض بذلك الماء.

السابقالتالي
2 3