الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قوله: { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً... }.

ذلك رد لقولهم وادعائهم { وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً } أي: حاجاً وأصل الحنف: (إقبال صدر الرجل على الأخرى إذا كان ذلك خلقة)، فالحنيف: المائل إلى الإسلام.

والمسلم: المتذلل لأمر الله عز وجل.

فأما معنى قوله:يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ } [المائدة: 44]ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } [المائدة: 44] ولا يكون نبي إلا مسلم

فإنه يريد النبيين الذين استسلموا أو سلموا لما في التوراة من أحكام الله عز وجل التاركون التعقب وكثرة السؤال عما فيها.

وروي أن عزيرا أكثر السؤال عن القدر، فمحي من ديوان النبوة.

ومن هذا قول ابراهيم صلى الله عليه وسلم:وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ } [البقرة: 128]. أي: مسلمين لأمرك، منقادين لحكمك بالنية والعمل وكذلكأَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [البقرة: 131] أي: [انقدت لأمره].