الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَـٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ }

قوله: { وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاَئِكَةُ يٰمَرْيَمُ... } الآية (إذ) عطف على ما تقدم.

وقيل: المعنى واذكر إذ قالت. { ٱصْطَفَـٰكِ } اختارك، { وَطَهَّرَكِ } " أي: طهر دينك من الريب والشكوك، وقاله مجاهد وقيل معناه: طهرك من الحيض والنفاس.

{ وَٱصْطَفَـٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي اختارك على نساء عالم زمانك.

وقيل { عَلَىٰ } جميع العالم وذلك بعيسى إذ ولدته من غير ذكر. وروي عن النبي عليه السلام أنه قال: " فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين ".

وروي عن أنس بن مالك أنه قال " خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وسلم).

ومعنى { ٱقْنُتِي }: أخلصي الطاعة.

وقيل معناه: أطيعي القيام والركوع.

وقال النبي عليه السلام " أفضل الصلاة طول القنوت " أي: القيام.

وقال مجاهد: لما قيل لمريم ذلك قامت حتى ورم قدماها.