الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

قوله: { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ... }

(أي): فإن حاجك يا محمد، النفر من نصارى نجران في أمر عيسى، فقل: أخلصت وجهي لله، أي: عبادتي لله، { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } أخلص أيضاً،

" من " في موضع رفع عطف على التاء في { أَسْلَمْتُ } أي ": أسلمت أنا ومن تبعني وجوهنا لله.

وقيل: هي موضع خفض عطف على " الله " ومعنى الكلام أخلصت نفسي لله ولـ: " من اتبعني "

قوله: { وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } يعني: اليهود والنصارى و { ٱلأُمِّيِّينَ } يعني: " الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب، كأنهم نسبوا إلى الأم لجهلهم بالكتابة كالأم.

وقيل: نسبوا إلى مكة، وهي أم القرى.

أسلمتم أي: أقررتم بالتوحيد، { فَإِنْ أَسْلَمُواْ } أي: انقادوا وخضعوا لله ولدينه { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } والكلام يراد به الأمر وأخرج مخرج الاستفهام.

والمعنى: قل لهم أسلموا، ولذلك دخلت الفاء في الجواب وهي مثل قوله:فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [المائدة: 91] أي: انتهوا.

[قوله: { وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ } هذا منسوخ.

بالأمر بالقتال].