قوله: { إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } الآية. [يقال] خوفت الرجل إذا صيرته خائفاً، وخوفته أيضاً إذا صيرته بحال يخافه الناس. فالمعنى: يخوفوكموهم { فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ }. وقيل المعنى: إنما خوفتم به من عند الشيطان يخوفكم بأوليائه، وأولياؤه أبو سفيان وأصحابه. والمفعول الأول محذوف، والياء محذوفة كما قال:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به
فقد تركتك ذا مال وذا نشب
وقيل: أولياؤه هنا الشيطان. وقيل المعنى: يخوفكم من أوليائه الكفار، أو الشياطين. ومثله في القرآن{ لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً } [الكهف: 2] أي: لينذركم [ببأس] ومن بأس ثم حذف المفعول الأول وحذف حرف الجر. وقال أبو إسحاق: أولياؤه: الرهط الذين أتوا بالرسالة والتخويف من عند أبي سفيان. وقال السدي: إنما ذلكم أيها المؤمنون الشيطان يعظمكم أولياءه في أنفسكم فتخافوهم { فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي: مصدقين حقاً.