ثم وصفهم فقال: { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلْقَانِتِينَ }. الآية. ومعنى { ٱلصَّابِرِينَ } الذين صبروا في البأساء والضراء وحين البأس أي: في القتال. وقال قتادة: صبروا عن محارم الله، وصبروا على طاعة الله (عز وجل). وقيل: الصابرون هم الصائمون، يقال لشهر رمضان شهر الصبر. وقيل هم الذين يصبرون على طاعة الله عز وجل ويصبرون عن المعاصي وهو قول قتادة. ومعنى { ٱلصَّادِقِينَ } في قول قتادة: هم قوم صدقت نياتهم. وعنه (هم) قوم صدقت أفواههم واستقامت قلوبهم وألسنتهم. والقانتون: المطيعون، وقيل: المصلون. والمنفقون: الذين يزكون كما أمر الله. ومعنى: { وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ }. قال قتادة: هم الذين يصلون بالأسحار. وروي عن ابن مسعود أنه الاستغفار بعينه. (و) عنه: أنه سمع رجلاً بالسحر يقول: أمرتني فأطعتك وهذا سحرك، فاغفر لي. قال أنس بن مالك: أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة. وقال زيد بن أسلم: " والمستغفرون بالأسحار " هم الذين يشهدون صلاة الصبح. وقيل: هو الاستغفار بعينه. وروي عن النبي عليه السلام أنه قال: " إن الله يتنزل في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا يقول من يدعوني أستجب له من يستغفرني أغفر له ".