الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ }

ثم وصفهم فقال: { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلْقَانِتِينَ }. الآية.

ومعنى { ٱلصَّابِرِينَ } الذين صبروا في البأساء والضراء وحين البأس أي: في القتال.

وقال قتادة: صبروا عن محارم الله، وصبروا على طاعة الله (عز وجل).

وقيل: الصابرون هم الصائمون، يقال لشهر رمضان شهر الصبر.

وقيل هم الذين يصبرون على طاعة الله عز وجل ويصبرون عن المعاصي وهو قول قتادة.

ومعنى { ٱلصَّادِقِينَ } في قول قتادة: هم قوم صدقت نياتهم. وعنه (هم) قوم صدقت أفواههم واستقامت قلوبهم وألسنتهم.

والقانتون: المطيعون، وقيل: المصلون.

والمنفقون: الذين يزكون كما أمر الله.

ومعنى: { وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ }.

قال قتادة: هم الذين يصلون بالأسحار.

وروي عن ابن مسعود أنه الاستغفار بعينه.

(و) عنه: أنه سمع رجلاً بالسحر يقول: أمرتني فأطعتك وهذا سحرك، فاغفر لي.

قال أنس بن مالك: أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة.

وقال زيد بن أسلم: " والمستغفرون بالأسحار " هم الذين يشهدون صلاة الصبح.

وقيل: هو الاستغفار بعينه.

وروي عن النبي عليه السلام أنه قال: " إن الله يتنزل في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا يقول من يدعوني أستجب له من يستغفرني أغفر له ".