الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ }

وقوله: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ } الآية.

هذا توبيخ لليهود إذ آثروا الدنيا على الآخرة، فنبذوا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم خوف أن تذهب رياستهم.

وروي عن عمر أنه قال لما نزلت هذه الآية: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ }: " الآن يا رب حين زينتها " فنزل { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ } الآية.

فالمعنى: زين الله للناس ذلك ابتلاءً واختباراً منه كما قال:إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } [الكهف: 7]، فأخبر بالعلة التي من أجلها جعل ما في الأرض زينة لها.

وروي عن النبي عليه السلام أنه قال: " القنطار ألف أوقية ومائتا أوقية ".

وقيل عنه: " القنطار ألف دينار ومائتان ".

وقال ابن عباس: القنطار اثنا عشر ألف درهم.

وقال ابن المسيب: القنطار ثمانون ألفاً.

وعن أبي هريرة: أنه اثنا عشر ألف أوقية.

وعن ابن عباس أنه قال: " هو دية أحدكم " وعنه: ثمانون ألف درهم [وعنه سبعون] ألفاً.

وقال قتادة: القنطار ثمانون ألف درهم.

وقيل: هو مائة رطل من ذهب، وهو قول قتادة.

وعن مجاهد: القنطار سبعون ألف دينار.

وقيل: هو المال الكثير.

وقيل: [هو] أربعون ألف أوقية من ذهب أو فضة.

وقال القتبي وغيره: هو ملء مسك ثور من ذهب، والمقنطرة المكملة.

وقال الفراء: المقنطرة: المضعفة.

وقال ابن كيسان: لا تكون المقنطرة أقل من تسعة قناطير.

وقال السدي معنى المقنطرة: المضروبة دراهم ودنانير.

وواحد الخيل عند أبي عبيدة: خايل. سمي بذلك لأنه يختال في مشيته وهو كطير وطائر.

وقيل: هو اسم للجمع لا واحد له من لفظه.

والمسومة: الراعية، قاله ابن عباس، وابن جبير، وقتادة ومجاهد.

وعن مجاهد أيضاً: هي الحسان المطهمة الحسنة الصورة.

وعن ابن عباس أيضاً: المسومة: المعلمة.

وقال الحسن: المسومة: الممرجة، يريد الراعية في المروج.

وقال ابن زيد: المسومة: المعدة للجهاد.

وواحد الأنعام: نَعَم ونِعَم، لا واحد [له من] لفظه قوله: { ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: أي: هذا الذي ذكر متاع الحياة الدنيا { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ } أي: حسن المرجع للذين اتقوا ربهم، وهي الجنة والخلود فيها.

والمآب: المفعل، من آب يؤوب، وأصله المأوب، ثم نقلت فتحة الواو على الهمزة، وانقلب [الواو] ألفاً كالمقال والمجال.