الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

قوله: { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا } الآية هذه الآية تعزية لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيما أصابهم يوم أحد من الجراح، والقتل فعزَّاهم الله، وبشّرهم أنهم الأعلون. ومعنى { وَلاَ تَهِنُوا }: لا تضعفوا عن قتال عدوكم { وَلاَ تَحْزَنُوا } على ما فات، فإلى النعيم المقيم صار، وأنتم مع ذلك الظافرون فيما تستقبلون { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي: مصدقين لمحمد صلى الله عليه وسلم وما أتى به.

قال ابن جريج: " لما انهزم أصحاب النبي عليه السلام يوم أحد في الشعب قالوا: ما فعل فلان، ما فعل فلان؟ فنعى بعضهم بعضاً، وتحدثوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم [قتل، فكانوا في هم وحزن على النبي صلى الله عليه وسلم] فبينا هم كذلك إذ علا خالد بن الوليد [الجبل] بخيل من المشركين فلما رأى المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا، وثاب قوم من الرماة [من المسلمين فصعدوا الجبل فرموا المشركين حتى انهزموا وعلا المسلمون الجبل فنزل { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لا قوة إلا بك وليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر " ".

قال ابن عباس: لما أتى خالد بن الوليد يريد أن يعلو الجبل بخيل معه، قال النبي عليه السلام: " اللهم لا يعلون علينا " فأنزل الله: { وَلاَ تَهِنُوا } الآية.