الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } * { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } * { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

قوله تعالى ذكره: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } ، إلى قوله: { سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } ،

أي الله نور السماوات والأرض مثل نوره أي نور القرآن { كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ } { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } فيكون قوله: { فِي بُيُوتٍ } ظرف للمصباح ويتعلق به فيكون على قول ابن زيد: يسبح له فيها: من صفة البيوت.

وقيل: المعنى { يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ } { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } فيكون متعلقاً { يُوقَدُ } ويسبح أيضاً وما بعده صفة للبيوت.

وقيل: المعنى كمشكاة في بيوت، فيسبح أيضاً وما بعده صفة، فلا يقف على هذه الأقوال على ما قبل { فِي بُيُوتٍ }

وقيل: المعنى: يسبح له رجال في بيوت فتقف على هذا على ما قبل { فِي بُيُوتٍ }.

قال ابن عباس وأبو صالح، ومجاهد، والحسن، وابن زيد: هي المساجد.

قال ابن عباس: نهي عن اللغو فيها.

وقال عمرو بن ميمون: أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: المساجد بيوت الله، وأنه حق على الله أن يكرم من زاره فيها.

وقال عكرمة: هي البيوت كلها.

وقال: الحسن: يعني به بيت المقدس.

وعن مجاهد أنه قال: هي بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل: في الكلام معنى الإغراء والمعنى: صلوا في بيوت أذن الله أن ترفع أي يرفع قدرها وتصان وتجل، وأذن الله أن يذكر فيها اسمه، وهي المساجد.

وروى ابن زيد / عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أحد يغدو أو يروح إلى المسجد يؤثره على ما سواه، إلا وله عند الله منزلاً يعد له في الجنة، كلما غدا وراح، كما أن رجلاً منكم لو زاره من يحب زيارته لاجتهد في كرامته ".

وقوله: { أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } ، قال مجاهد: ترفع: تبنى.

وقال الحسن: ترفع: تعظم لذكره وتصان. وقول مجاهد أولى لقوله:وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ } [البقرة: 127]، أي يبنيان.

وقوله: { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } أي وأذن لعباده أن يذكروا فيها اسمه.

قال ابن عباس: { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } ، أي يتلى فيها كتابه.

ثم قال: { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ * رِجَالٌ } ، أي: يصلي لله في هذه البيوت بالغدوات والعشيات رجال، يعني صلاة الصبح، وصلاة العصر وهما أول ما افترض الله من الصلاة.

وعن ابن عباس: أن كل تسبيح في القرآن فهو صلاة.

قال الحسن: أذن أن تبنى يصلى له فيها بالغدو والآصال.

وواحد الآصال: أُصُلٌ وواحد الأُصُل أصيل، والآصال: جمع الجمع.

وذكر ابن أبي مُلَيْكة عن ابن عباس أنه قال: إن صلاة الضحى لفي كتاب الله عز وجل وما يغوص عليها إلا غواص ثم قرأ: { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } ، كأن ابن عباس جعل تسبيح الغدو صلاة الضحى.

السابقالتالي
2 3