الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } * { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ ٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

قوله تعالى ذكره: { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ } ، إلى قوله: { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ،

أي فإن لم تجدوا في البيوت التي تستأذنون فيها أحداً يأذن لكم بالدخول فلا تدخلوها، لأن دخولها لا يحل إلا بإذن أهلها، فإن قال لكم أهل البيوت: ارجعوا عنها فارجعوا ولا تدخلوها { هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } ، أي الرجوع أزكى لكم: أي أطهر لكم عند الله.

ثم قال: { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } ، أي بما تعملون من رجوعكم إذا قيل لكم ارجعوا، وطاعتكم لما أمركم به.

ثم قال: { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } ، أي ليس عليكم إثم أن تدخلوا بيوتاً لا يسكنها أحد بغير استئذان.

قال محمد بن الحنفية: هي الخانات التي تكون في الطرق، والخانات: الفنادق.

وقال قتادة: هي الخانات وبيوت أهل الأسفار.

وقال الضحاك: هي البيوت التي تكون في الطرق والخربة.

وقوله: { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } ، أي منفعة للمسافرين في الشتاء والصيف يأوي إليها.

وعن ابن الحنفية: أنها بيوت مكة.

وقال ابن جريج: سمعت عطاء يقول: هي الخرب، ومعنى { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } ، يعني الخلاء، والبول، والاستتار فيها.

وقال ابن زيد: هي بيوت التجار فيها أمتعة الناس يعني الحوانيت والتي في القياسير.

وتحقيق الآية: لا حرج على من دخل بيتاً لا ساكن له، ولا دافع عنه من غير أن يستأذن، فبيوت التجار مملوكة لهم لا يحسن دخولها إلا بإذنهم إلا أن يكون قد علم منهم أنهم إنما فتحوها ليدخل عليهم فلا يستأذن، لأن فعلهم كالإذن.

ثم قال: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } ، أي ما تظهرون من الاستئذان على أهل البيوت المسكونة { وَمَا تَكْتُمُونَ } ، أي ما تضمرون في صدوركم عند فعلكم ذلك؛ أطاعة الله تريدون أو غير ذلك.

ثم قال تعالى: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ } ، أي يكفوا عن نظر ما لا يحل لهم والنظر إليه { وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } ، أن يراها من لا يحل له أن يراها. أي يلبسوا ما يسترها عن أبصارهم.

وقيل لا يستمتعون إلا لمن يحل لهم من زوجة أو ملك يمين. ولما كان استعمال الفرج فيما لا يحل منهياً عنه، لم تدخل " من " فلم يقل ويحفظوا من فروجهم، ولما كانت النظرة الأولى لا تملك، قال: { مِنْ أَبْصَارِهِمْ } فدخلت " من " للتبعيض.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن من خير عين تنشر يوم القيامة عين رجل من بني إسرائيل، بينما هو قائم يصلي نظر إلى امرأة بإحدى عينيه، فهوى إلى الأرض فأخذ عوداً ففقأ به العين التي نظر بها إلى المرأة ".

ثم قال: { ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ } ، أي حفظها، وغض أبصارهم أطهر لهم عند الله، { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا / يَصْنَعُونَ } ، أي ذو خبر بما يصنعون مما أمركم به من غض البصر، وحفظ الفرج.

السابقالتالي
2 3 4 5