الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ } * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } * { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } * { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } * { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ }

قوله تعالى ذكره: { أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } إلى قوله { سَامِراً تَهْجُرُونَ }.

معناه: أولئك يسارعون في الخيرات، أي: الذين [هم] هذه صفتهم " يسارعون " أي: يسابقون في الأعمال الصالحة.

قال ابن زيد: " الخيرات " المخافة، والوجل، والإيمان، والكف عن الشرك بالله.

ثم قال: { وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }.

أي: قد سبقت لهم من الله السعادة فذلك سبقهم في الخيرات كل من عنده.

قال ابن عباس: " وهم لها سابقون " سبقت لهم من الله تعالى السعادة.

وقيل معناه: وهم إليها سابقون.

وقيل المعنى: وهم من أجلها سابقون، أي من أجل اكتسابهم الخيرات يسبقون إلى رحمة الله.

وقيل المعنى: فهم إلى أوقاتها سابقون، لأن الصلاة في أول الوقت أفضل.

ثم قال تعالى ذكره: { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }.

أي: إلا ما تطيق من العبادة. { وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ } أي: وعندنا كتاب يبين بالصدق عما عملوا من عمل في الدنيا.

{ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }.

أي: لا يزاد على أحد من سيئات غيره ولا ينقص من حسناته، وهو الكتاب الذي كتبت فيه أعمال الخلق عند الملائكة تحتفظ به.

ثم قال تعالى: { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا }.

أي في عماية من هذا القرآن.

وقيل: المعنى: بل قلوبهم في غطاء عن المعرفة بأن الذي نمدهم به من مال وبنين، إنما هو استدراج لهم.

وقال قتادة: المعنى، بل قلوبهم في غمرة من وصف أهل البر ببرهم، وهو ما تقدم من صفة المؤمنين.

والغمرة، الغطاء والغفلة.

ثم قال تعالى: { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ }.

أي: ولهؤلاء الكفار أعمال من المعاصي والكفر من دون أعمال أهل الإيمان بالله، قاله قتادة.

قال مجاهد: " من دون ذلك " من دون الحق.

وقال الحسن: معناه: ولهم أعمال لم يعملوها، سيعملونها يعني الكفار.

وقيل: معناه، لهؤلاء الكفار أعمال سبقت في اللوح المحفوظ أنهم سيعملونها وسيعلمونها.

وقال مجاهد: لم يعملوها وسيعملونها.

ثم قال تعالى: { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ }.

أي: لكفار قريش أعمال من الشر من دون أعمال أهل البر هم لها عاملون إلى أن يأخذ الله أهل النعمة والبطر منهم بالعذاب إذا هم يضجون ويستغيثون.

قال ابن زيد: " المترفين " العظماء.

قال مجاهد: " حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب ". قال: بالسيوف يوم بدر.

وقال الربيع بن أنس: { يَجْأَرُونَ } يجزعون.

قال ابن جريج: " بالعذاب " يعني عذاب يوم بدر، { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } يعني أهل مكة، يعني يضجون ويستغيثون على قتالهم.

قال الضحاك: أهل بدر أخذوا بالعذاب يوم بدر.

ثم قال: { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ }.

أي: لا تضجوا وتستغيثوا قد نزل بكم العذاب، فلا ناصر لكم منه.

السابقالتالي
2