الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } * { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } * { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } * { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } * { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }

قوله تعالى ذكره: { وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ }. إلى قوله { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }.

أي: وجعلنا الأرض جبالاً لئلا تميد بالناس.

قال قتادة /: " كانوا على الأرض تمور بهم، ولا يثبت عليها بناء فأصبحوا وقد خلق الله الجبال أوتاداً حتى لا تميد الأرض ". والميد التحرك والدوران.

ثم قال تعالى: { وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً }.

قال قتادة: " فجاجاً ": إعلاماً. " سبلاً ": طرقاً.

قال ابن عباس: " وجعلنا فيها فجاجاً " أي: في الرواسي.

وعنه: " الفجاج " كل شعب في جبل أو واد له منفذ.

وعنه أيضاً: " فجاجاً " بين الجبال.

والفج في اللغة، الطريق بين الجبلين.

وقيل: الضمير في فيها يعود على الأرض، وهو اختيار الطبري لقوله تعالى: { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }. أي: يهتدون إلى السير في الأرض. والأرض تؤنث وتذكر. والتأنيث أكثر. وحكى أبو زيد أرضون وأراض وأروض في جميع الأرض. ويجوز في القياس أرضات.

ثم قال تعالى: { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً }. أي: سقفاً للأرض محفوظاً بالملائكة من الشياطين.

وقيل: معناه: محفوظاً من أن يقع على الأرض.

وقيل: محفوظاً بالنجوم من الشياطين. وهو أولى، ودليله قوله تعالى ذكره:وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } [الصافات: 7].

وقال ابن جبير: السماء بحر مكفوف. ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السماء موج مكفوف ".

قال قتادة: { سَقْفاً مَّحْفُوظاً } أي: مرفوعاً، وموجاً مكفوفاً.

ثم قال تعالى: { وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ }.

أي: وهم عن شمسها وقمرها ونجومها وغير ذلك من آياتنا، معرضون عن التفكر فيها، وتدبر ما فيها من الحجج والدلائل على توحيد الله وقدرته.

ثم قال تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ }.

أي: ابتدعها. فمن ابتدع هذه الأشياء وخلقها، فله تجب العبادة لا لغيره.

قال عكرمة: سئل ابن عباس عن الليل أكان قبل النهار أم قبل الليل؟ فقال: أرأيتم السماوات والأرض حين كانتا رتقاً، أكان بينهما إلا ظلمة ذلك لتعلموا أن الليل قبل النهار.

والليلة اسم للزمان من غروب الشمس إلى الانفجار الثاني.

واليوم: اسم للزمان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وكذلك النهار، واليوم ألزم لهذا الوقت من النهار، لأن بعض العرب يجعل النهار من طلوع الشمس إلى غروبها.

حكى ذلك عن بعضهم أبو حاتم في كتابه صفة البرد والحر وصفة أوقات الليل والنهار.

وقد يقع اليوم، اسماً للزمان، من طلوع الشمس إلى غروبها. وذلك مما جرت به العادات من الاستجارات ونحوها مما تعارف ذلك بين الناس، والأصل في اليوم، أنه اسم للزمان الذي تَعَبَّدَ الله به خلقه بالصيام والنهار مثله في أكثر اللغات.

السابقالتالي
2 3