الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

قوله: { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } الآية.

أي: من عمل بمثل ما عملتم، وكفر بمثل ما كفرتم وقال ما قلتم، { فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } قاله ابن عباس.

وقال مجاهد وقتادة: " السيئة هنا الشرك ". وهو قول ابن جريج وعطاء والربيع.

وقد قال الله:وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } [النمل: 90]. وهي الشرك بلا اختلاف في ذلك.

وقال الربيع بن خثيم: (وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَاتُهُ): مات على كفره ".

وعنه: " مات على معصيته ".

وقال السدي: " هي الذنوب ". أي الكبائر.

والأول أولى لأن الله لم يتوعد في النار بالتخليد إلا أهل الشرك.

وقال النبي [عليه السلام]: " أهْلُ الإيمَانِ لاَ يُخَلَّدُونَ في النَّارِ، وَيُخَلَّدُ الكُفَّارُ ".

و " خَطِيئاتُهُ ": الذنوب، أي مات ولم يتب منها ولا أسلم.

وقال ابن عباس: " أحاطت الخطيئة هو أن يحبط ما له من حسنة بكفره ".

وقال قتادة: " الخطيئة هنا الكبيرة الموجبة للنار ".

وقال عطاء: " الخطيئة الشرك ".

وهذا القول يدل على أن السيئة الذنوب، فيصح أن يتوعد الله مَن أذنب الكبائر أو الصغائر ثم أضاف إلى ذلك الشركِ /، وهي الخطيئة بالتخليد في النار. ومن قرأ { خَطِيـۤئَتُهُ } بالجمع فهي الكبائر بلا اختلاف، والسيئة الشرك. وهذا الخطاب لليهود / مرتبط بما قبله.