الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }

قوله: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ }.

أي: ومن هؤلاء أميون. فهم أبعد من الإيمان من غيرهم.

وقال ابن عباس: " هم قوم لم يصدقوا رسولاً ولا آمنوا بكتاب، فكتبوا كتاباً وقالوا للعوام: هذا من عند الله ".

وإنما سماهم أميين لجحودهم الكتاب إذ صاروا بمنزلة من لا يحسن شيئاً.

وقيل: الأمي هنا الذي لا يكتب كأنه نسب إلى أمه كأنه على طبعها وجبلتها لا يحسن كما لا تحسن.

وقيل: / الأميون / في هذا الموضع نصارى العرب. قاله عكرمة والضحاك.

وقيل: هم قوم من أهل الكتاب، رفع كتابهم لذنوب أحدثوها فصاروا أميين [لا كتاب] لهم.

وهم المجوس فيما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقيل: هم طائفة من اليهود.

/ قوله: { لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ }.

أي: التوراة أي هم مثل البهائم.

قوله: { إِلاَّ أَمَانِيَّ }.

قال قتادة: " يتمنون على الله ما ليس لهم ".

وعن ابن عباس: [إلاَّ أمَانِيَّ: إلا أحاديث].

وقال مجاهد: " هم ناس كانوا لا يعلمون شيئاً، يقولون على التوراة ما ليس فيها، كأنهم يتمنون أن يكون ما قالوا فيها ". وقال ابن زيد: " يقولون نحن من أهل الكتاب وليسوا منهم تمنياً " وقال الفراء وأبو عبيدة: [إلا أماني]: إلا تلاوة ". ومنه قوله:إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ } [الحج: 52] أي إذا تلا ألقى في تلاوته. فهم لا يعلمون منه إلا التلاوة ولا يفهمونه ولا يعملون به.

وقال جماعة: [إلاّ أمَانِيَّ]: إلاَّ كذباً ". ومنه قول عثمان رضي الله عنه: " ما تمنيت منذ أسلمت " أي: ما كذبت.

قوله: { وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }.

أي: يجحدون نبوتك، وما جئتم به ظناً لا يقيناً.

وقيل: معناه: لا يعلمون الكتاب إلا تخرصاً وإن هم إلا يشكون فيه.