قوله: { فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً }. أي: فجعلنا العقوبة نكالاً وهي المسخة، وعليه أكثر أهل التفسير. وقيل: الهاء للقردة. وقيل: للأمة الذين اعتدوا. وروي عن ابن عباس أنه قال:{ جَعَلْنَاهَا } [الحج: 36]. أي: جعلنا الحيتان نَكَالاً لأن العقوبة من أجلها كانت. فدل الكلام عليها نكالاً لا عقوبة " عن ابن عباس. ومعنى " نَكَّلْتُ به " عند أهل اللغة: فعلت به ما ينكل غيره أن يفعل مثله فيصيبه مثل ما أصابه. قوله: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } أي: من بعدهم ليحذر ويتقي. { وَمَا خَلْفَهَا } لمن بقي منهم عبرة. قاله ابن عباس. وقال الربيع: " لما خلا من ذنوبهم: أي عوقبوا [من أجل ما] خلا من ذنوبهم، { وَمَا خَلْفَهَا }: أي: عبرة لمن بقي من الناس ". وروى عكرمة عن ابن عباس: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا }: من / القرى ". وقال قتادة: { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا }: مِن ذنوبها التي مضت، { وَمَا خَلْفَهَا }: تعديهم في السبت وأخذهم الحيتان ". وكذلك قال / مجاهد. وقال السدي: " { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا } ما سلف من ذنوبها، { وَمَا خَلْفَهَا }: للأمم التي بعدها ألا يعصوا فيصنع بهم مثل ذلك ". قوله: { وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }. أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن لا ينتهكوا ما حرم الله عليهم فيصيبهم مثل ذلك.