الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ }

قوله: { بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ }.

الصبر الصيام. وأصل الصيام الحبس.

وقيل: معناه اصبروا على ما تكرهه نفوسكم من الطاعة والعمل.

وفي رواية أبي صالح عن ابن عباس: " معناه بالصبر على أداء الفرائض، وبالصلاة على تمحيص الذنوب ".

وقال مقاتل: " معناه استعينوا بهما على طلب الآخرة ".

وقال مجاهد وغيره: " الصبر الصوم ".

وقيل: معناه: أصبروا أنفسكم عن المعاصي، أي أحبسوها.

وذكر الصلاة ها هنا لما فيها من الذكر والخشوع. " وكان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] " إذا حَزَبَهُ أَمْرٌ فَزَعَ إِلى الصَّلاةِ " وقال الله:إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } [العنكبوت: 45] فهي مما / يستعان بها على / ترك المعاصي وفعل الخير / كله.

وكان ابن عباس إذا أصيب بمصيبة توضأ، وصلى ركعتين ثم قال: " اللهم قد فعلنا ما أمرتَنا فأنجز لنا ما وعدتَنا ".

وقال أبو العالية: " معناه واستعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله، فإنهما من طاعته ".

قوله: { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ }.

إنما وُحِّد، وأتى بضمير الصلاة لأن المعنى قد عرف، وكانت الصلاة أولى لقربها و " لجمعها الخير " ، ولأنها أقرب إلى الضمير.

وقيل: المعنى: وإن إجابة محمد صلى الله عليه وسلم لكبيرة، فالهاء تعود على إجابته / لأن الصبر والصلاة مما كان يدعو إليه ويأمر به.

ومعنى " كبيرة " ثقيلة شديدة، إلا على الخاشعين وإلا على الذين هدى الله.

والخاشع الخائف من الله. وأصله التواضع، والتذلل، والاستكانة.

وقيل: الهاء في " إنها " تعود على تولية الكعبة.

وقيل: تعود على الاستعانة ودل عليه " استعينوا ".