وقوله: { ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَٰقِهِ }. العهد هاهنا، هو ما أخذه الله عليهم إذ أخرجهم من ظهر آدم وبنيه كالذر، ودليله قوله:{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } [الأعراف: 172]. / وقيل: العهد هاهنا هو ما أخذه الله على النبيين ومن اتبعهم ألا يكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ودليله قوله:{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ } [آل عمران: 81]. قوله: { وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ }. معناه: يقطعون أمر دينه لئلا يتبع فيوصل الإيمان به. وقيل: معناه: يقطعون الرحم والقرابة التي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنهم إذا كذبوه فقد قطعوه. فَـ " أَنْ " في موضع خفض على البدل من الهاء في " به " أو في موضع نصب على البدل من " ما " أو على أنه مفعول من أجله. قوله: { وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأرْضِ }. الفساد في الأرض في هذا الموضع عبادة غير الله تعالى: [وهي أعظم الفساد]. وقوله: { أُولَـۤئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ }. أصل الخسران النقص. والخاسر الناقص نفسه حظها من رحمة الله [عز وجل] بمعصيته كما يخسر الرجل في تجارته. وقيل: معنى " الخاسرين " الهالكون.