قوله: { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الآية. أخبرنا الله تعالى أنه زين لهم حب الدنيا واتباعها، وأنهم يسخرون ممن اتبع الآخرة، وذلك أنهم قالوا: " لو كان محمد نبياً لاتبعه أشرافنا، وما نرى اتبعه إلا أهل الحاجة ". وقال الزجاج: " معنى { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي زينها لهم إبليس لأن الله تعالى قد زهد فيها ". وقيل: معناه خلق الأشياء الحسنة المعجبة، فنظر إليها الكفار بأكثر من مقدارها، ومثله:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ / حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ } [آل عمران: 14]. قوله: { بِغَيْرِ حِسَابٍ }. قال قطرب: " معناه يعطي العدد، لا من عدد أكثر منه، فيوجب بذلك بقاء الكثير ". وقيل: معناه أن ثمة أشياء لا يحاسب بها ويغفرها. وقيل معناه: ليس يرزق المؤمن على قدر إيمانه، والكافر على قدر كفره، أي ليس يرزق في الدنيا على قدر العمل. وقيل: معناه: بغير محاسبة أي ما يخاف أحداً /، يحاسبه عليه. وقيل: معناه: بغير حسبان للمعطي. أي يعطيه من حيث لا يحتسب.