الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

قوله: { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الآية.

أخبرنا الله تعالى أنه زين لهم حب الدنيا واتباعها، وأنهم يسخرون ممن اتبع الآخرة، وذلك أنهم قالوا: " لو كان محمد نبياً لاتبعه أشرافنا، وما نرى اتبعه إلا أهل الحاجة ".

وقال الزجاج: " معنى { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي زينها لهم إبليس لأن الله تعالى قد زهد فيها ".

وقيل: معناه خلق الأشياء الحسنة المعجبة، فنظر إليها الكفار بأكثر من مقدارها، ومثله:زُيِّنَ لِلنَّاسِ / حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ } [آل عمران: 14].

قوله: { بِغَيْرِ حِسَابٍ }.

قال قطرب: " معناه يعطي العدد، لا من عدد أكثر منه، فيوجب بذلك بقاء الكثير ".

وقيل: معناه أن ثمة أشياء لا يحاسب بها ويغفرها.

وقيل معناه: ليس يرزق المؤمن على قدر إيمانه، والكافر على قدر كفره، أي ليس يرزق في الدنيا على قدر العمل.

وقيل: معناه: بغير محاسبة أي ما يخاف أحداً /، يحاسبه عليه.

وقيل: معناه: بغير حسبان للمعطي. أي يعطيه من حيث لا يحتسب.