الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }

قوله عز وجل: { ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ }.

أكثر أهل التفسير على أن " ذلك " بمعنى " هذا ".

كما تقول للرجل وهو يحدثك: " ذلك، والله الحق " ، أي هذا والله الحق.

قال الله جل ذكره:وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } [ق: 19]. أي هذا ما كنت منه تحيد. وقال:تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ } [البقرة: 196]، أي هذه عشرة كاملة. وقال:ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } [البقرة: 196]. أي هذا الحكم لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام.

وقال:إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ } [ص: 64] أي إن هذا وهو كثير في كلام العرب والقرآن.

وقيل: إن { ذٰلِكَ } / على بابها للإشارة إلى شيء / معلوم. واختلف في ذلك المشار إليه. ما هو؟

فقيل: إن { ذٰلِكَ } إشارة إلى ما نزل من القرآن قبل سورة البقرة.

وقال الكسائي: " { ذٰلِكَ } إشارة إلى الرسالة والقرآن وعمّا في السماء ".

وقيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ.

وحكى الطبري أن بعض المفسرين قال: " { ذٰلِكَ }: إشارة إلى التوراة والإنجيل ". وقيل: { ذٰلِكَ }: إشارة إلى ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم من أنه سينزل عليه كتاب فوقعت الإشارة على ما تقدم من الوعد.

وجيء باللام في { ذٰلِكَ } للتأكيد في بعد الإشارة.

وقال الكسائي: " جيء بها لئلا يتوهم أن { ذٰلِكَ } مضاف إلى الكاف ".

وقيل: جيء بها عوضاً عن المحذوف من " ذا " ، لأن أصل " ذا " أن يكون على ثلاثة أحرف، لأن أقل الأسماء ما يأتي على ثلاثة أحرف.

وقال علي بن سليمان: " جيء باللام لتدل على شدة التراخي، وكسرت لئلا تشبه لام الملك.

وقيل: كسرت لأنها بدل من همزة مكسورة لأن أصل " ذا " " ذاء " على ثلاثة أحرف بهمزة مكسورة، ومن العرب من يقول في " ذلك " " ذاءك " بالهمز حكاه الفراء وغيره، قال: " وإنما أبدلوا من الهمزة لاماً لأن " ذاء " خرج عن لفظ المضاف، وليس بمضاف، واللام من أدوات المضاف، فأبدلوا من الهمزة لاماً وكسرت لأن الهمزة كانت مكسورة لالتقاء الساكنين ".

كان أصل ذا / أن يكون بألفين ليكون على ثلاثة أحرف إذ هي أقل أصول الأسماء فأبدلت الألف الثانية همزة وكسرت لسكونها وسكون الألف قبلها. وقد قال الكسائي: " إنما أبدلوا من الهمزة لاماً لئلا تشبه المضاف "

وقيل: إنما كسرت اللام لالتقاء الساكنين لأنها اجتلبت ساكنة، وقبلها الألف من " ذا " ساكنة، وكسرت اللام لالتقاء الساكنين.

والاسم من " ذلك " ، ذا وقيل: الاسم الذال، وزيدت الألف للتقوية.

السابقالتالي
2