الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ }

وقوله: { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ }.

هذه أول آية نزلت في القتال أمروا أن يقاتلوا من / يقاتلهم { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ }.

أي لا تقاتلوا من لم يقاتلكم. وقد نسخ الله ذلك في براءة بقوله:وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } [التوبة: 36]، وبقوله:فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [التوبة: 5] و { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً }. قاله ابن زيد.

وقال ابن عباس وعمر بن عبد العزيز / وغيرهم: " الآية محكمة غير منسوخة ".

وقوله: { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ } أي: لا تقتلوا الشيخ / الكبير والنساء والذرية، ولا من ألقى إليكم السلم، فإن فعلتم اعتديتم.

ومعنى { ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ } على قولهم: أي الذين فيهم مقدرة على قتالكم ومَن عادتُهم القتال. ولا تقاتلوا من ليس ذلك من شأنه كالرهبان [ومن أدى] / الجزية، ولهذا نهى عن قتل الرهبان.

وقد قال بعض الفقهاء: ولا تؤخذ من الرهبان الجزية، وكذلك لا يحل قتل من أدى الجزية.