ثم قال: { وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً }. أي: إذا حتم أمراً، أو أحكم أمراً. ومنه قيل للقاضي: حاكم، لأن أصل كل قضاء الإحكام له، والفراغ منه. قوله: { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }. زعم [قوم أن] هذا مخصوص في إحياء الميت ومسخ الكافر ونحوه لأن الأمر لا يكون إلا لموجود ولا يكون لمعدوم. وهذا قول مرغوب عنه. ومعنى الآية: أنه تعالى عالم بالأشياء التي ستكون وكانت فقوله لها: " كن " إنما هو قول لموجود في علمه ليخرجه إلى العيان لنا. وقد قيل: إن المعنى: فإنما يقول من أجله كن. فـ " لَهُ " بمعنى من أجله. وهذا أيضاً قول لا يمتنع وهو عام، لا يقتضي الأمر لموجود، لأن القول من أجله وقع لا له. وقال الطبري: " أمره للشيء " يكن " ، لا يتقدم الموجود ولا يتأخر عن الموجود، بل هو في حال يكون ذلك، فلا يكون الشيء مأموراً بالوجود إلا وهو موجود بالأمر. ولا موجود إلا وهو مأمور بالوجود ". قال: " ونظير ذلك قيام الأموات من قبورهم لا يتقدم / دعاء الله عز وجل ولا يتأخر عنه، وقد قال تعالى:{ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } [الروم: 25]. فمعنى الآية أن الله مبدع الأشياء ومالكها، قد ابتدع المسيح صلى الله عليه وسلم وأنشأه إذ أراد خلقه من غير ذكر ". والهاء في " له " تعود على الأمر، و " له " بمعنى من أجله. وقيل: تعود على القضاء الذي دل عليه " قضى ". / وقيل تعود على المراد الذي عليه الكلام.