الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤـمۤ }

واختلف العلماء في معاني أوائل السور: فعن ابن عباس أقوال، منها: أنه قال: " الۤمۤ؛ أنا الله أعلم، الۤرۤ؛ أنا الله أرى ".

فالألف: يؤدي عن " أنا " ، واللام: يؤدي عن اسم الله. والميم: تؤدي عن " أعلم " ، والراء: يؤدي عن " أرى ".

وعنه [أن] أوائل السور مأخوذة من أسماء الله. فيقول فيكۤهيعۤصۤ } [مريم: 1]: " إن الكاف: من كاف، والهاء: من هاد ".

وعنه أيضاً " أنها أقسام، أقسم الله بها، وهي من أسماء الله جل ذكره ".

وقد قال بكل قول من هذه الأقوال جماعة من العلماء.

وروى عنه عطاء أنه قال في { الۤـمۤ }: " الألف: الله، واللام: جبريل، والميم: محمد صلى الله عليه وسلم "

[وكذلك] روى الضحاك عنه.

وقال قتادة: " الۤمۤ، اسم من أسماء القرآن ". وروي مثله عن مجاهد.

وعن مجاهد أيضاً أنه قال: " هي فواتح السور ".

وقال أبو عبيدة والأخفش: " هي افتتاح كلام ".

وقال زيد بن أسلم: " هي أسماء السور ".

وروى ابن جبير عن ابن عباس: "كۤهيعۤصۤ } [مريم: 1]: كبير، هاد، عزيز، صادق ".

وقال محمد بن كعب: { حـمۤ * عۤسۤقۤ }: الحاء والميم: من الرحمان، والعين: من العليم، والسين: من القدوس، والقاف: من القهار ".

/ وقال في { الۤمۤصۤ }: " الألف واللام: الله، والصاد: من الصمد ".

وقال بعض أهل النظر: " هي تنبيه ".

وقال قطرب في معناها: " كان المشركون ينفرون عند قراءة القرآن. فلما سمعوا " { الۤـمۤ } و { الۤمۤصۤ } وقفوا ليفهموا ما هو وأنصتوا، فاتصلت تلاوة القرآن بها / فسمعوه، وثبتت عليهم الحجة، وجحدوا بعد سماع ما هو حجة عليهم. وهذه حكمة بالغة من الله، والله أعلم بذلك ".

وعن قطرب أيضاً أنه قال: " هي حروف ذكرت لتدل على أن هذا القرآن مؤلف من هذه الحروف المقطعة ".

وقال أبو العالية: " هي الحروف من التسعة وعشرين حرفاً دارت بها الألسن كلها، ليس فيها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو في آلائه ونعمائه، وليس منها (حرف) إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم. الألف: مفتاح اسمه: الله، واللام مفتاح / اسمه: لطيف، والميم مفتاح اسمه: مجيد. الألف: آلاء الله، واللام: لطفه، والميم: مجده. الألف: سنة، واللام: ثلاثون سنة، والميم: أربعون سنة ".

وقال جماعة: " هي مما لا يعلمه إلا الله، ولله في [كل كتاب] سر، وهذه الحروف سره في كتابه ".

السابقالتالي
2