الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }

قوله تعالى ذكره: { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } إلى آخر السورة.

أي: فإنما سهلنا يا محمد، هذا القرآن بلسانك، وبلغتك لتبشر به من آمن وتنذر من كفر من قومك.

ومعنى: { قَوْماً لُّدّاً } أي: أشداء في الخصومة، لا يقبلون الحق.

قال ابن عباس: " قَوْماً لُدّاً " أي: ظلمة.

وقال أبو صالح: لداً: عوجاً عن الحق.

وقال مجاهد: اللّد ": الظالم الذي لا يستقيم.

وقال قتادة: " لداً " جدلاً بالباطل.

وقال حسن: " لدا " صماً.

وقال أبو عبيدة: " اللّد " الذي لا يقبل الحق، ويدعي الباطل.

وعن مجاهد: " قوماً لداً " فجاراً.

ثم قال تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ }. أي: وكثير من القرون أهلكنا قبل هؤلاء المشركين، بسلوكهم مسلك قومك في الكفر والخصومة في الدين.

{ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ }.

أي: هل ترى منهم من أحد أو تعاينه { أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }. أي: صوتاً. بل بادوا وهلكوا، ولقوا ما عملوا، وكذلك، قومك يا محمد صائرون إلى ما صار إليه أولئك، إن ماتوا على ما هم عليه من الكفر، يقال: أحسست فلاناً: أبصرته، وحسسته أحسه قتلته.

قال قتادة: معناه: هل ترى عيناً أو تسمع صوتاً.

والرِكْز في كلام العرب الصوت الخفي.