قوله: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ } إلى آخر السورة. المعنى: ولقد نعلم يا محمد أنك يضيق صدرك بما يقول هؤلاء من تكذيبك، فسبح بحمد ربك أي: افزع فيما نزل بك منهم إلى الشكر لله [عز وجل] والثناء عليه والصلاة، يكفيك ما همك من ذلك، و " كان النبي عليه السلام إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة ". قوله: { وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ } أي: / من المصلين. وقوله: { حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ } أي: الموت. ومعناه: اعبد ربك أبداً، ولو لم يقل { حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ } لكان بعبادته ساعة واحدة طائعاً قد فعل ما أمر به. ولكن قوله: { حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ } يبينه، وهذا مثل قوله:{ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } [مريم: 31] أي: أبداً ولو لم يقل: { مَا دُمْتُ حَيّاً } لكان بصلاة واحدة وزكاة مرة يؤدي ما وصاه به.