الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } * { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ }

قوله: { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } إلى قوله { ٱلْمُتَعَالِ } المعنى: أن الله عز وجل أخبرنا أن المشركين يقولون هلا أنزل على محمد آية، تدل على نبوته، وهي قوله:لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } [هود: 12].

ثم قال الله عز وجل، لنبيه عليه السلام: { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ } لهم لا غير. ثم قال تعالى: { وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }: أي: ولكل أمة هاد، يهديهم؛ إما إلى هدى، وإما إلى ضلال، دليله قوله:وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [الأنبياء: 73]، وقوله:وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } [القصص: 41]

وقال قتادة: معناه: ولكل قوم داعٍ يدعوهم إلى الله (سبحانه).

فأنت يا محمد داعي هؤلاء. فمحمد، عليه السلام، هو الهادي، وهو المنذر.

وقال ابن جبير: الهادي هو الله، (عز وجل)، والمعنى: إنما أنت يا محمد منذر، ولكل قوم اهتدوا هادٍ يهديهم، وهو الله (تعالى).

(و) قال مجاهد: المنذر: النبي صلى الله عليه وسلم، والهادي / الله (عز وجل)، وقالـ(ـه) ابن عباس، والضحاك.

وقال أبو صالح: معناه: ولكل (قوم) قادة يقودونهم، إما إلى هدى، وإما إلى ضلال.

وعن ابن عباس رضي الله عنه معناه: ولكل قوم داع يدعوهم إلى الله تعالى.

ثم قال تعالى (جل ذكره): { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } الآية المعنى: إنه ذكر عن قريش أنهم ينكرون البعث، فذكرهم بعلمه { مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } ، وما يزيد الرحم في حمله على التسعة أشهر، وما ينقص من التسعة أشهر. وإِنَّ من عَلِمَ هذا قادر على إعادتكم بعد موتكم، لأن الابتداء أصعب من الإعادة.

{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ }: أي: قدره، ودبره، فلا تنكروا البعث بعد الموت.

وقال قتادة: { تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ }: هو ما يسقط من الأولاد قبل التسعة.

وقال مجاهد: الغيض: النقصان، وذلك أن المرأة إذا أهرقت الدم، وهي حامل (انتقص) المولود، وإذا لم تهرق الدم، عظم الولد وتم. وقال أيضاً " (إذا حاضت) المرأة في حملها كان (ذلك) نقصاناً في ولدها. فإن زادت على تسعة أشهر كان ذلك تماماً لما نَقْصَ من ولدها.

وقال الحسن: الغيض أن تضع لثمانية أشهر، وأقل الازدياد أن تز(يـ)ـد على تسعة أشهر.

وعنه: (أيضاً) أنه قال: (الغيض الذي يولد لغير تمام، وهو السِّقط. والاز(د)ياد: ما ولد لتمام كقوله:مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } [الحج: 5]: أي تامة وغير تامة.

وقال ابن جبير: إذا حملت المرأة، ثم حاضت نقص ولدها، ثم تزداد في الحمل مقدار ما جاءها الدم فيه، فتزيد على تسعة أشهر مثل أيام الدم.

وقال عكرمة: غيضها: الحيض على الحمل، { وَمَا تَزْدَادُ } قال: تزداد كل يوم حاضته في حملها يوماً طاهراً في حملها حتى تُوِفي عُدَّةَ حملها، وهي طاهرة.

السابقالتالي
2