قوله: { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ } إلى قوله { لاَ يَعْلَمُونَ } ، الموثق: الميثاق، من عهدٍ، أو يَمِينٍ. ومعنى الآية: قال يعقوب لبنيه: لن أدفع إليكم أخاكم حتى تعطوني عهداً، أو يميناً أنكم لتردونه إلي معكم، إلا أن يحيط بكم أمر لا تقدرون على ردِّه معكم. وقال ابن أبي نجيح في قوله: { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } معناه: إلا أن تهلكوا جميعاً. { فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ }: أي عهدهم أن يردوه. { قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }: أي شاهد، وحافظ. ثم قال يعقوب يوصيهم لما أرادوا الخروج: { يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ } - مصر - { مِن بَابٍ وَاحِدٍ }: أي من طريق واحد { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ }. قال ابن عباس، والضحاك، وابن جبير، وقتادة: خاف عليهم يعقوب العين لجمالهم، وحسنهم. وقيل: إنه إنما خاف أن يلحقهم شيء، فيظن أنه من العين. وقيل: إنه كره أن يدخلوا جميعاً من موضع واحد، فيُستراب منهم (ويخاف منهم): وهو اختيار النحاس. ثم قال لهم: { وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ }: أي: ما أقدر على دفع قضاء الله [سبحانه] عنكم. ما الحكم فيكم وفيّ إلا لله ينفذ قضاءه عز وجل كيف أحب. { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ }: في ردكم وأنتم سالمون، وإليه فوضت أمري، وإليه فليفوض (المفوضون) أمـ(ـو)رهم. ثم قال: { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم }: أي: من طرق متفرقين، كما أمرهم { مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ } ذلك من الله من شيء، إلا [حاجة]: (وهو) استثناء منقطع، أي: لكل حاجة، أي: إلا أنهم قضوا حاجة يعقوب، لدخولهم من مواضع متفرقين. { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ }: أي: وإن يعقوب، / لذو حفظ لما استودعناه صدره من العلم. قال ابن جبير: المعنى { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ }. وقيل: المعنى: وإنه لعامل بما علم ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون: ما يعلمه يعقوب.