قوله: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } - إلى قوله - { مِنَ ٱلْخَاطِئِينَ }: أي: ولما بلغ منتهى قوته، وشدته. قال مجاهد: هو ثلاث وثلاثون سنة. وقال ابن عباس: بضع وثلاثون سنة. وقال الضحاك: عشرون سنة. وقال ربيعة، وزيد بن أسلم، ومالك، رضي الله عنهم: الأشد الحُلُمُ. وقال الزجاج: الأشد: من سبع عشرة إلى أربعين. والأشد جمع عند سيبويه، واحدُهُ " شدة " كنعمة وأنْعُم. وقال الكسائي: واحدة شدة كقد وأقُدُ. وقال أبو عبيدة: لا واحد له من لفظه عند العرب. وقال يونس الأشد جمع واحدةُ شد، وهو يذكر ويؤنث وفيه لغة، وهي ضم الهمزة. قوله: { آتَيْنَاهُ حُكْماً (وَعِلْماً) }: قال مجاهد: العقل، والعلم قبل النبؤة. وقيل: المعنى: جعلناه المستولي على الحكم، فكان يحكم في سلطان الملك. وآتيناه علماً بالحكم. { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }. أي: ومثل ما فعلنا بيوسف، نفعل بمن أطاع، وأحسن في طاعته. وقيل: المراد به محمد صلى الله عليه وسلم. ولفظه عام، والمراد به الخصوص، والمعنى: وكما فعلنا بيوسف في تمكينه، ونجيناه من إخوته. كذلك نفعل بك يا محمد: نمكنك وننجيك من مشركي قريش، ونؤتيك الحكم والعلم. ومن قرأ { هَيْتَ لَكَ } بالفتح، فتح لالتقاء الساكنين. ومن همز جعله من (تهيأت) / (لك). ومن كسر، لالتقاء الساكنين. ومن ضم كذلك شبهها بقبل وبعد. ومن لم يهمز، أبدل من الهمزة تاءً. ويجوز أن يكون ليس من تهيأت، وإنما بني لأنه صوت، لا حظ له في الإعراب. وقد قيل: إن من همز، فإنما هو من: " هاء يَهيءُ " مثل جاء يجيء. ومعناه: حسنة هيئتك. ومن قرأ بالياء فعلى التخفيف من هذا المعنى، ويكون " لك " من كلام آخر، كما نقول: " لك عندي ". وقيل: إن من همزه، وضم التاء، فهي من تهيأت. والتاء للمتكلم كتاء قمت، (كما) يقول الرجل: هيأت للأمر، أهيء، هيأة. والمعنى وراودت يوسف امرأة العزيز عن نفسه للجماع، وغلقت أبواب البيت عليها، وعليه، وقالت: { هَيْتَ لَكَ }: أي: هلم لك، أي: اذْن، وتقرب، وتعال. يقال: هيت فلان لفلان: إذا دعاه. وقال ابن عباس: { هِيْتَ }: كلام بالسريانية، تدعوه إلى نفسها. قال يوسف لها: (معاذ الله): أي: أعوذ بالله معاذاً. والمصدر يدل على الفعل. { إِنَّهُ رَبِّيۤ أَحْسَنَ مَثْوَايَ }: " أي: إن العزيز مالكي، وصاحبي، أحسن مثواي " وقيل: إن معنى الكلام: إن العزيز سيدي، يعني زوج المرأة. وقيل: " الهاء " لله. والمعنى: إن الله ربي أحسن مثواي، فلا أعصيه. وقيل: " الهاء " عماد بمعنى الخبر، والأمر، فيكون " ربي " مبتدأ، و " أحسن " خبره. وعلى القول الأول: " ربي " خبر " إنَّ ".